ويقولون للمكان: هذا متحاملنا ويقولون: ما فيه متحامل، أي ما فيه تحامل، ويقولون:" مقاتلنا "، وتعني المكان، وكذلك تقول إذا أردت المقاتلة، قال أبو كعب بن مالك "، قال أبو سعيد: في نسختي قال مالك بن أبي كعب:
أقاتل حتى لا أرى لي مقاتلا ... وأنجو إذا غمّ الجبان من الكرب (٢)
وقال زيد الخيل:
أقاتل حتى لا أرى لي مقاتلا ... وأنجو إذا لم ينج إلا المكيّس (٣)
وقال في المكان: هذا موتانا، وقال:
(أن الموقى مثل ما وقّيت)
يريد التّوقية، وكذلك هذه الأشياء، وأما قوله: دعه إلى معسوره وإلى ميسوره دع معسوره، ودعه إلى ميسوره، فإنما يجيء هذا على المفعول، كأنه قال: دعه إلى أمر يوسر عليه أو يعسر فيه، وكذلك المرفوع والموضوع، كأنه يقول: له ما يرفعه هو وله ما يضعه، وكذلك المعقول، كأنه قال: عقل له شيء، أي حبس له لبه وشدّ، ويستغنى بهذا عن
(١) الشاهد فيه استعمال " الممسى "، " المصبح " مصدرين بمعني الإمساء، والإصباح فحذف الوقت وأقام المصدر مقامه. (٢) الشاهد فيه استعمال " مقاتل " مصدرا ميميا بمعنى القتال، انظر شرح المفصل ٦/ ٥٥. (٣) انظر ديوانه ٧٣ والنوادر ٧٩