((ولا يمتنع جمع ذلك للآدميين بالواو والنون كقولك: (ظريفون) و (طويلون) و (لبيبون) و (حليمون) وقد كسر شيء منه على " فعل " شبه بالأسماء لأن البناء واحد وهو (نذير) و (نذر) و (جديد) وجدد و (سديس) و (سدس).
وقال في غير هذا الموضع (صديق) و (صدق)، وقال غيره (فصيح) و (فصح).
قال الشاعر:
خرس بلاء في كلّ مكرمة ... فصح بقول " نعم " وبالفعل (١)
و (لذيذ) و (لذذ) و (لذّ) أيضا بالتخفيف.
قال الشاعر:
لذّ بأطراف الحديث إذا ... حبّ القرى وتنوزع الفجر (٢)
ومثل ذلك من بنات الياء (ثنيّ) و (ثن) وأصله (ثنى) مثل (سدس) غير أنهم يكسرون ما قبل الأخير لئلا تنقلب واوا كما قالوا (دلو) و (أدل) ويجوز تخفيفه فيقال: (ثني) كما يقال: (نذر).
وقالوا (شجعان) شبهوه ب (جربان) ومثله (ثنىّ) و (ثنيان).
كأنهم جعلوا شجعان جمع (شجيع) فشبهوه ب (جريب) و (جربان).
وقالوا (خصىّ) و (خصيان) شبهوه ب (ظليم) و (ظلمان) كما قالوا " خلقان " و " جدعان " شبهوه بحملان إذ كان البناء واحدا)).
يريد أنهم شبهوا جمع " خلق " وهو نعت بجمع " حمل " وهو اسم، و (جذعان) جمع (جذع) وهو أيضا نعت. " وقد كسروا منه شيئا على " أفعال " كما كسروا عليه " فاعل " نحو شاهد و (صاحب).
وقالوا: (أشهاد) و (أصحاب) وقالوا: (يتيم) و (أيتام) و (شريف) و (أشراف).
قال: ولأن العدّة والزّنة والزيادة واحدة " فالعدة أن كل واحد منهما أربعة
- يعيش: ٥/ ٤٥، وأمالي الشجري: ١/ ٥٦، والشاهد (طيالها) شاذ قياسا واستعمالا والقياس (طوالها).
(١) البيت من الكامل وهو من شواهد شرح المفصل لابن يعيش: ٥/ ٤٦، والشاهد (فصح) بضمتين حيث جاء جمعا لفصيح.
(٢) البيت من الكامل وهو من شواهد المفصل: ٥/ ٦، والقاموس المحيط (الحب)، والشاهد (لذّ) حيث جاء جمعا (لذيد).