واعلم أن المنقوص الذي يجمع بالواو والنون يجيز فيه كثير من النحويين أن تعرب النون فيه ويلزم قبل النون الياء فيقال: هذه (سنينك) ورأيت (سنينك) وعجبت من (سنينك).
وقالوا إنما فعل بها ذلك، لأن النون قامت مقام الذاهب وجعلوها كلام الفعل وأنشدوا:
ذراني من نجد فإن سنينه ... لعبن بنا شيبا وشيّبننا مردا (٢)
وقال آخر:
مثل المغالي ضربت قلينها (٣)
وقال آخر:
إلى برين الصّفّر الملوّيات (٤)
وقد قال بعضهم في هذا المنقوص: إذا جمع بالألف والتاء يجوز أن تفتح التاء في النصب وتقام مقام لام " الفعل " فيقال سمعت لغاتهم.
وأنشدوا بيت أبي ذؤيب:
فلمّا جلاها بالأيام تحيّزت ... ثباتا عليها ذلّها واكتئابها (٥)
والأفصح الأشهر ما ذكره سيبويه من الجمع بالواو والنون. وسقوط هذه النون في
(١) البيت من الوافر ولم نستدل إلى قائله. (٢) البيت من الطويل وقائله الصمة بن عبد الله القشيري وهو شاعر إسلامي بدوي مقل من شعراء الدولة الأموية. انظر شرح الأشموني: ١/ ٨٦، وشرح المفصل لابن يعيش: ٥/ ١١. (٣) البيت من مشطور الرجز مذكور في اللسان (قلا). (٤) البيت من مشطور الرجز والشاهد منه (برين) حيث أجريت مجرى الحين في الإعراب بالحركات. (٥) انظر ديوان الهذليين: ١/ ٧٩، ابن يعيش: ٥/ ٤، الخصائص لابن جنى: ٣/ ٣٠٤، والبيت من الطويل.