ومما يقوي ذلك أنهم لما جعلوا الشيئين شيئا واحدا صارت الياء غير حرف الإعراب فأسكنوها وشبهوها بياء زائدة ساكنة نحو ياء دردبيس (٤) ومفاتيح ولم يحركوها كتحريك الراء في شفر لاعتلالها.
فإن قال قائل: فإذا أضفت الاسم الأول إلى الثاني وفي آخره ياء هل تحرك الياء في النصب كقولك: رأيت قالي قلا وتفرقوا أيادي سبا يا هذا، ورأيت معد يكرب، قيل له لا تحرك الياء وإن أضفت؛ لأن هذه الياء في حال جعلهم إياها اسما واحدا قد كانت مستحقة للفتح كشفر بفر وما أشبهه، ولم تفتح، فلما أضفنا ونصبنا فالنصب في الإعراب كالفتح في البناء فلما أسقطوا الفتح في البناء أسقطوا الفتح في الإعراب وليس ذلك بمنزلة حادي عشر وثماني عشرة؛ لأن ثماني عشرة أمكن؛ لأن الأصل رأيت ثمانيا وعشرة، وكانت مفردة من عشرة مستعملا فيها الفتح. فلما حذفوا الواو لم يزيلوا الفتحة التي
(١) في ديوانه ١٠٦، والكتاب ٣/ ٣٠٦، وابن يعيش ١٠/ ١٠٣، والمقتضب ٤/ ٢٢، واللسان (قطط). (٢) البيتان لرؤبة في ديوانه ١٧٩، والخصائص ١/ ٣٠٦، والخزانة ٨/ ٣٤٧. (٣) صدر بيت للحطيئة، عجزه: بين الطوى فصارت فوادتها وهو في ديوانه ٢٤٠، والكتاب ٣/ ٣٠٦، والخصائص ١/ ٣٠٧، والمنصف ٢/ ١٨٥. (٤) خرزة سوداء، اللسان (دردبس).