" فبداد " في موضع الحال، وهو في معنى مصدر مؤنث معرفة، وقد فسره سيبويه فقال: معناه تعدو بددا، غير أن (بداد) ليست بمعدولة عن بددا؛ لأن " بددا " نكرة وإنما هي معدولة عن البدة أو المبادة أو غير ذلك من ألفاظ
المصادرة المعرفة المؤنثات.
قال:" والعرب تقول: لا مساس، ومعناه لا تمسني، ولا أمسك، ودعني كفاف، وتقديرها لا المماسة ودعني المكافة، وإن كان ذلك غير مستعمل، ألا تراهم قالوا:
" ملامح " و " مشابه " و " ليال " وهن جمع ليس لها واحد من لفظه؛ لأنهم لا يقولون:
ملمحة، ولا ليلاة، ولا مشبهة.
وقال الشاعر:
جماد لها جماد ولا تقولي ... طوال الدهر ما ذكرت حماد (٣)
وإنما يريد جمودا، وحمدا، غير أن الذي عدل عنه هذا اللفظ كأنه (الجمدة)، و (الحمدة) أو ما جرى مجرى هذا من المؤنث المعرفة "
وقد جعل سيبويه " فجار " في قول النابغة من المصادر المعدولة، وجرى على ذلك النحويون بعده، والأشبه عندي أن تكون صفة غالبة، والدليل على ذلك أنه قال:
(١) البيت لحميد بن ثور الهلالي في ديوانه ١١٧، والرواية فيه: فقلت امكثي حتى يسار لو أننا ... نجح فقالت لي أعام وقابل وهو في ابن يعيش ٤/ ٥٥، والخصائص ١٧/ ٦٤. (٢) البيت في ديوانه ٢٤١، والكتاب ٣/ ٢٧٥، وابن يعيش ٤/ ٥٤، والمخصص ١٧/ ٦٤، واللسان (بدد). (٣) البيت للمتلمس في الكتاب ٣/ ٢٧٦، وابن يعيش ٤/ ٥٥، والخزانة ٦/ ٣٤٥، واللسان (جمد).