كأنه قال: وكل أخ غير الفرقدين مفارقه أخوه. إذا وضعت به (كلا). كما قال الشماخ:
وكلّ خليل غير هاضم نفسه ... لوصل خليل صارم أو معارز (٣)
ولا يجوز رفع (زيد) على (ألا أن يكون) لأنك لا تضمر الاسم الذي هذا من تمامه؛ لأن (أن) يكون بعض اسمه.
قال أبو سعيد: لا يكون في (لو) بدل بعد (إلا) لأنها في حكم اللفظ تجري مجرى الموجب. وذلك أنها شرط بمنزلة (أن) ولو قلت: (أن أتاني رجل إلا زيد خرجت) لم يجز؛ لأنه يصير في التقدير: أن أتاني إلا زيد خرجت. كما لا يجوز: أتاني إلا زيد. فهذا وجه من الفساد فيه.
وفيه وجه آخر من فساده: أنه إذا قال: (لو كان معنا إلا زيد لهلكنا) وهو يريد الاستثناء لكان محالا؛ لأنه يصير في المعنى: لو كان معنا زيد فهلكنا؛ لأن البدل بعد (إلا) في الاستثناء موجب.
(١) البيت في المغني ١/ ٧٢، والأشموني ٢/ ١٥٦، واللسان (إلا). (٢) البيت في الخزانة ٢/ ٥٢، وابن يعيش ٢/ ٨٩، ومغني اللبيب ١/ ٧٢. (٣) البيت في ديوانه ٤٣، واللسان (عرز).