والحجة لهم: وهو أن حديث الزهري لم يصح، فهو ضعيف منقطع، ولم يروا الآية دليلاً لذلك، فقد احتجوا بجملة من الأحاديث، منها:
١ - حديث عائشة بنت طلحة (٩)، عن عائشة أم المؤمنين، قالت: دخل عَلَيَّ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم، فقال: هل عندكم شيءٌ؟ فقلنا: لا، قال: فإني إذن صائم. ثم أتانا يوماً آخر، فقلنا: يا رسول الله، أهدي لنا حيس (١٠)، فقال: أَرينيه، فلقد أصبحت صائماً، فأكل)). رواه مسلم (١١).
(١) عند عبد الرزاق في المصنف (٧٧٦٧) و (٧٧٦٨) و (٧٧٦٩) و (٧٧٧٠) و (٧٧٧٨)، ومصنف ابن أبي شيبة (٩٠٨٠)، والسنن الكبرى، للبيهقي ٤/ ٢٧٧. وهي إحدى الروايتين عنه، وانظر: الحاوي الكبير ٣/ ٣٣٦، والاستذكار ٣/ ٢٣٩ و ٢٤٠. (٢) مصنف عبد الرزاق (٧٧٧١)، والسنن الكبرى، للبيهقي ٤/ ٢٧٧، والمحلى ٦/ ٢٧٠، وانظر: الاستذكار ٣/ ٢٤٠. (٣) مصنف ابن أبي شيبة (٩٠٨٥). (٤) مصنف ابن أبي شيبة (٩٠٨٦). (٥) انظر: الحاوي الكبير ٣/ ٣٣٦، والمجموع ٦/ ٣٩٤. (٦) المصدر نفسه. (٧) انظر: الأم ٢/ ١٠٣، ومختصر المزني: ٥٩، والتهذيب ٣/ ١٨٧، والمجموع ٦/ ٣٩٤، وروضة الطالبين ٢/ ٣٨٦، ونهاية المحتاج ٣/ ٢١٠. (٨) انظر: المغني ٣/ ٨٩، والهادي: ٥٥، والمحرر ١/ ٢٣١، وشرح الزركشي ٢/ ٤٥. ونقل حنبل عن الإمام أحمد: ((إذا أجمع على الصيام، وأوجب على نفسه فأفطر من غير عذر أعاد يوماً، ولكن حمله على الاستحباب أو النذر)). انظر: المصادر السابقة. (٩) هِيَ أم عمران عَائِشَة بنت طلحة بن عبيد الله التيمية المدنية: ثقة، قَالَ أبو زرعة: امرأة جليلة، حدث الناس عَنْهَا لفضائلها وأدبها. الثقات ٥/ ٢٨٩، وتهذيب الكمال ٨/ ٥٥٥ (٨٤٨٣)، والتقريب (٨٦٣٦). (١٠) الحيس: هو الطعام المتخذ من التمر والأقط والسمن، وقد يجعل عوض الأقط الدقيق أو الفتيت. وقيل: التمر البرني والأقط يدقان ويعجنان بالسمن عجناً شديداً حتى يندر النوى منه نواة نواة، ثم يسوى كالثريد. انظر: النهاية ١/ ٤٦٧، ولسان العرب ٦/ ٦١، وتاج العروس ١٥/ ٥٦٨ مادة (حيس). (١١) صحيح مسلم ٣/ ١٥٩ (٤٤٥٤) (١٦٩) (١٧٠)، وأخرجه مطولاً ومختصراً غيره. انظر: تخريج رواياتهم في تحقيقي للشمائل (١٨٢).