ثُمَّ إن الحكم بصحة صوم الصائم الآكل أو الشارب ناسياً يتفق مَعَ ما عهدناه من مبادئ التشريع وأصول الاستنباط عن الشارع الحكيم، في عدم مؤاخذة المكلف في أبواب حقوق الله تَعَالَى إلا بِمَا فعله عن قصد، ومصداق هَذَا قوله تَعَالَى:{وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ}(١)، والنسيان لَيْسَ من كسب القلب (٢). وَقَدْ ثبت عن رَسُوْل الله - صلى الله عليه وسلم - أنَّهُ قَالَ:((وضع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عَلَيْهِ)).
(١) سورة البقرة: ٢٢٥. (٢) فتح الباري ٤/ ١٥٧. (٣) في شرح معاني الآثار ٣/ ٩٥. (٤) في صحيحه (٧٢١٩). (٥) في سننه ٤/ ١٧٠. (٦) في المستدرك ٢/ ١٩٨. (٧) في سننه ٧/ ٣٥٦، كلهم من طريق عطاء، عن عبيد بن عمير، عن ابن عَبَّاسٍ بِهِ، ورواه ابن ماجه (٢٠٤٥) من طريق عطاء، عن ابن عَبَّاسٍ، بِهِ. (٨) الكفاية (١٩٠هـ، ٢٩٠ت). (٩) توجيه النظر ٢/ ٧٠٣. (١٠) الكفاية (١٩٠هـ، ٢٨٩ ت).