والحاصل: أنه - صلى الله عليه وسلم - كنّى عن كثرة الضرب أو السفر بكونه لا يضع العصا من عاتقه مبالغةً في الكثرة.
(وأما معاوية) بن أبي سفيان فغلامٌ من غلمان قريش لا شيء له، (فـ) ـهو (صعلوك) -بضم الصاد وسكون العين المهملتين فلامٌ مضمومة فواو فكاف- كعصفور، وهو الذي (لا مال له)، قال في "القاموس": صعلكه: أفقره، والصعلوك، كعصفور: الفقير، وتصعلك: افتقر، والجمع صعاليك (٣).
وفي رواية للنسائي:"وأما معاوية فرجلٌ أملق من المال"(٤)؛ أي: فقير منه، يقال: أملق الرجل، فهو مُمْلِق، وأصل الإملاق: الإنفاق، يقال: أملق ما معه إملاقًا، وملقه ملقًا: إذا أخرجه من يده، ولم يحبسه، والفقر تابع لذلك، فاستعملوا لفظ السبب في موضع المسبب حتى صار به أشهر كما في "النهاية"(٥).
(١) انظر رواية النسائي المتقدم تخريجها برقم (٣٥٤٥). (٢) انظر: "النهاية في غريب الحديث" لابن الأثير (٤/ ٦١). (٣) انظر: "القاموس المحيط" للفيروزأبادي (ص: ١٢٢١)، (مادة: صعلك). (٤) تقدم تخريجه عند النسائي برقم (٣٥٤٥). (٥) انظر: "النهاية في غريب الحديث" لابن الأثير (٤/ ٣٥٧).