والثالث: إلى البساتين التي تلي قرية عرفة. وهذه القرية على يسار مستقبل الكعبة إذا وقف بأرض عرفة.
والرابع: ينتهي إلى وادي عرنة، وليس من عرفات وادي عونة.
وقال الشيخ تقي الدين ابن تيمية في "شرح العمدة":
عبارة كثير من أصحابنا: أن بطن عرنة ليس من عرفات، وعبارة بعضهم تقتضي: أنه من عرفات، وإنما استْثني من الوقوف. وهذه عبارة الشيخ.
ولعل حجة هذا القول: أنه قد روي في أحاديث كثيرة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - خطب الناس في عرفات، وإنما خطب ببطن عرنه.
والعبارة الأولى: أسدّ؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - (٤٣/ ب) قال في الأحاديث الصحيحة: "عرفة كلها موقف"(١).انتهى كلام الشيخ تقي الدين.
* وقال ابن عبد البرّ:
أجمع العلماء: على أن من وقف ببطن عرنة: لا يجزيه. وحُكي عن مالك: أنه يهريق دمًا، وحجُّه تام.
* واختلفوا في نَمِرة:
فقال البغوي والنووي والزركشي والشافعي: ليست من عرفة، وقاله الشيخ تقي الدين في "شرح العمدة"، وهو ظاهَر "المحرر"؛ لأنه قال: سار إلى نمِرة فأقام بها إلى (٢) الزوال، ثم يجمع بين الصلاتين إن كان ممن يجوز
(١) "مسلم" (١٢١٨) من حديث جابر - رضي الله عنه - الطويل في صفة حجة النبي - صلى الله عليه وسلم -. (٢) "إلى" سقطت من "م".