حلي فاطمة بنت حسين وهو يبكي فقالت: لم تبكي؟ فقال: أسلب ابنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولا أبكي؟ فقالت: دعه. قال: إني أخاف أن يأخذه غيري.
وكان علي بن حسين الأصغر. مريضا نائما على فراش فقال شمر بن ذي الجوشن- الملعون-: اقتلوا هذا. فقال له رجل من أصحابه: سبحان الله!! أتقتل فتى حدثا مريضا لم يقاتل. وجاء عمر بن سعد فقال: لا تعرضوا لهؤلاء النسوة ولا لهذا المريض (١).
قال علي بن حسين. فغيبني رجل منهم وأكرم نزلي واحتضنني (٢) وجعل يبكي كلما خرج ودخل. حتى كنت أقول: إن يكن عند أحد من النار وفاء فعند هذا.
إلى أن نادى مناد ابن زياد: ألا من وجد علي بن حسين. فليأت به فقد جعلنا فيه ثلاثمائة درهم قال: فدخل- والله- علي وهو يبكي. وجعل يربط يدي إلى عنقي وهو يقول: أخاف. فأخرجني- والله- إليهم مربوطا حتى دفعني إليهم وأخذ ثلاثمائة درهم وأنا انظر إليها (٣).
[فأخذت فأدخلت على ابن زياد فقال: ما اسمك؟. فقلت: علي بن حسين.
قال: أولم يقتل الله عليا؟. قال: قلت: كان لي أخ يقال له: علي أكبر مني قتله الناس. قال: بل الله قتله. قلت:«اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِها]»(٤) فأمر بقتله. فصاحت زينب بنت علي: يا ابن زياد حسبك من دمائنا. أسألك بالله إن قتلته إلا قتلتني معه. فتركه (٥).
قال: ولما أمر عمر بن سعد بثقل الحسين أن يدخل الكوفة إلى عبيد الله
(١) انظر تاريخ الطبري: ٥/ ٤٥٤ ونسب قريش (ص: ٥٨). (٢) في المحمودية: واختصني. (٣) انظر نسب قريش (ص: ٥٨). (٤) سورة الزمر. آية (٤٢). (٥) انظر: تاريخ الطبري: ٥/ ٤٥٨ ونسب قريش (ص: ٥٨).