الإجارة جائزة بالكتاب والسنة والإجماع، أما الكتاب، فقوله تعالى:{فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ} ، ١ وقول تعالى:{يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأَمِينُ قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَنْ تَأْجُرَنِي} الآية، ٢ وقال تعالى:{لَوْ شِئْتَ لَتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْراً} . ٣ ولابن ماجة مرفوعاً:"إن موسى عليه السلام أجّر نفسه ثماني حجج أو عشراً، على عفة فرجه وطعام بطنه"، ٤ وفي الصحيح:"أنه استأجر رجلاً من بني الديل"، ٥ وفيه:"ثلاثة أنا خصمهم: رجل أعطى بي ثم غدر، ورجل باع حراً فأكل ثمنه، ورجل استأجر أجيراً فاستوفى منه ولم يؤته أجره " ٦.
وهي عقد على المنافع، تنعقد بلفظ الإجارة والكراء، وما في معناهما. ولا تصح إلا بشروط ثلاثة:
أحدها: معرفة المنفعة، مثل بناء الحائط يذكر طوله وعرضه. قال ابن المنذر: أجمع كل من نحفظ عنه: أن إجارة المنازل والدواب جائزة. ويجوز الاستئجار للخدمة كل شهر بشيء معلوم. قال أحمد: أجير المشاهرة
١ سورة الطلاق آية: ٦. ٢ سورة القصص آية: ٢٦-٢٧. ٣ سورة الكهف آية: ٧٧. ٤ ابن ماجة: الأحكام (٢٤٤٤) . ٥ البخاري: الإجارة (٢٢٦٣) . ٦ البخاري: البيوع (٢٢٢٧) , وابن ماجة: الأحكام (٢٤٤٢) , وأحمد (٢/٣٥٧) .