قلت: يُحمل على الحذف؛ أي (١): إلا رمضان وشعبان؛ بدليل قولها في الطريق الأخرى:"فإنه كان يصوم شعبانَ كلَّه"، وحذفُ المعطوفِ والعاطفِ جميعًا ليس بعزيز (٢) في كلامهم.
ويمكن الجمع بطريق أخرى (٤)، وهي أن يكون قولها:"وكان يصوم شعبان كله" محمولًا على حذف أداة الاستثناء والمستثنى؛ أي (٥): إلا قليلًا منه.
ويدل عليه ما حكاه ابن بطال عن عبد الرزاق: أنه روى من طريق أبي سلمة، قال:"سألتُ عائشةَ عن صيامِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، [فذكرتِ الحديثَ، وقالت: ما رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - (٦) أكثرَ صيامًا منه في شعبان؛ فإنه كان يصومه كله إلا قليلًا"(٧).
(١) "أي" ليست في "ج". (٢) في "ع": "تعزيز"، وفي "ج": "تقدير". (٣) في "ج": "ففيه". (٤) في "ع" و "ج": "الأخري". (٥)) "أي" ليست في "ع". (٦) ما بين معكوفتين ليس في "ع". (٧) رواه عبد الرزاق في "مصنفه" (٧٨٦١)، وانظر: "شرح ابن بطال" (٤/ ١١٦).