محذوف قامت الحالُ مقامَه على (١) ما تقرر في باب: أخطبُ ما يكون الأميرُ قائمًا، وإن شئتَ جعلتَ "في رمضان" هو الخبر؛ كقولهم: ضربي في الدار؛ [لأن المعنى: الكونُ الذي هو أجودُ الأكوان حاصلٌ في هذا الوقت، فلا يتعين أن يكون من باب: أخطبُ ما يكون الأمير](٢) قائمًا، هذا كلامه في "أمالي المسائل المتفرقة".
(فإذا لقيه جبريل، كان أجودَ بالخير من الريح المرسلة (٣)): يحتمل أن يكون زيادة الجود بمجرد لقاء جبريل ومجالسته، ويحتمل أن يكون بمدارسته إياه كتابَ الله، ويكون من جنس:"مَنْ لَمْ يَسْتَغْنِ بِالقُرْآنِ فَلَيْسَ مِنَّا"(٤)، وقد تظافرت الأحاديث على أن القرآن غِنًى لصاحبه، وتجددُ الغنى مؤكدٌ للجود في حقِّ الجواد، وقد سبق بنحو هذا في: بدء الوحي.
قال ابن المنير: وإضافة آثار الخير إلى القرآن آكدُ من إضافتها إلى جبريل -[عليه السلام -، بل جبريل](٥) إنما تميز بنزوله بالوحي، فالإضافةُ إلى الحق أولى من الإضافة إلى الخلق (٦)، لاسيما والنبي - صلى الله عليه وسلم - على المذهب الحق أفضلُ من جبريل، فما جالس الأفضل إلا المفضول، فلا يُقاس على مجالسة الآحاد للعلماء، فتأمل.
(١) "على" ليست في "ج". (٢) ما بين معكوفتين ليس في "ع" و "ج". (٣) "المرسلة" ليست في "م". (٤) رواه البخاري (٧٥٢٧) عن أبي هريرة -رضي الله عنه -، بلفظ: "ليسَ مِنَّا مَنْ لم يتغنَّ بالقرآن". (٥) ما بين معكوفتين ليس في "ج". (٦) في "ع": "الحق".