ابنَ عُيَيْنَةَ على وصلِه ابنُ جُرَيْج وغيرُهُ، وخالفَهم حمّادُ بنُ زيد (١)، فرواه عن عمرو بن دينار عن عوسجةَ ولم يَذْكُرِ ابنَ عباس. قال أبو حاتِم:"المحفوظُ حديثُ ابْنِ عُيَيْنَةَ". انتهى.
فحمّادُ بنُ زيدٍ من أهل العدالة والضبط ومع ذلك رجَّحَ أبو حاتِم روايةَ مَنْ هم أكثرُ عددًا منه.
وعُرِفَ من هذا التقرير أنَّ الشاذَّ: ما رواه المقبول مخالِفًا لِمَنْ هو أولى منه، وهذا هو المُعْتَمَدُ في تعريف الشاذِّ بحسَبِ الاصطلاح.
وإنْ وقعتِ المُخَالَفَةُ مع الضَّعْفِ فالرَّاجِحُ يُقَالُ له المعروفُ، ومُقَابِلُه يقالُ له المُنْكَرُ (٢).
مِثالُه: ما رواه ابنُ أبي حاتِم (٣) من طريق حُبَيِّبِ بن حَبيب -وهو أخو
(١) نترجم بإيجاز لأعلام رواة الحديث: - ابن عُيَيْنَةَ: هو سفيان بن عُيَيْنَة بن ميمون الهلالي الكوفي ثم المكي أبو محمد ثقة حافظ، فقيه إمام حُجَّة، كان أعلمَ الناسِ بحديث أهل الحجاز (ت ١٩٨). حديثه في الستة. - عمرو بن دينار المكي، محدث مكة، ثقة ثَبْتٌ (ت ١٢٦) حديثه في الستة. - عَوْسَجَةُ المكي، مولى ابن عباس، ليس بالمشهور، ووثقه أبو زرعة، كما في تهذيب السنن للمنذري: ٤: ١٧٥. روى له الأربعة. - عبد الله بن عباس بن عبد المطلب ابن عمِّ النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حَبْرُ الأُمّة وتُرجُمَانُ القرآن (ت ٦٨). - ابنُ جُرَيْجٍ هو عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج ثقة حافظ فقيه إمام. أَوَّلُ مَنْ صنَّفَ التصانيف بمكة، يُرْسِلُ ويُدَلِّسُ (ت ١٥٠)، حديثه في الستة. - حمّاد بن زيد بن درهم البَصْري قال ابن مَعين: ليس أحدٌ أثبتَ من حمّاد بن زيد (ت ١٧٩) روى له الستة. (٢) المعروف: ما رواه القوي مخالفًا الضعيف. والمُنكر: ما رواه الضعيف مخالفًا القوي. وأطلق كثير من المتقدمين المنكر على الفرد، ولو كان راويه ثقة. منهج النقد برقم ٧٩ ص ٤٣٠. وانظر ما يأتي ص ٩٢. (٣) عبد الرحمن بن أبي حاتم محمد بن إدريس التميمي الحنظلي الرازي أبو محمد، ولد (٢٤٠) وارتحل به أبوه أبو حاتم فأدرك الأسانيدَ العالية، أَخذ عِلْمَ أبيه وعِلْمَ=