ومِنْ أمثلةِ الثاني (١): عبدُ اللهِ بنُ زَيْدٍ وهُمْ جماعةٌ، منهم في الصَّحابةِ صاحِبُ الأذانِ واسمُ جَدِّه عبدُ رَبِّه، وراوي حديثِ الوُضوءِ واسمُ جَدِّهِ عاصِمٌ، وهُما أنصاريَّانِ، وعبدُ الله بنُ يزيدَ بزيادةِ ياءٍ في أوّلِ اسمِ الأبِ والزاي مكسورةٌ، وهُمْ (٢) أيضًا جماعةٌ منهم في الصَّحابَةِ الخَطْمِيُّ يُكْنَى أبا موسى وحديثُه في الصحيحَيْن، والقارِئُ له ذِكْرٌ في حديثِ عائِشةَ (٣)، وقد زَعَمَ بعضُهم أنّه الخَطْمِيّ وفيه نَظَرٌ.
أو يحصلَ الاتفاقُ (٤) في الخَطِّ والنُّطْقِ لكنْ يحصُلَ الاختلافُ أو الاشتباهُ بالتقديم والتأخير إمّا في الاسمَيْن جُملةً (٥)، أو نحوِ ذلك كأنْ يَقَعَ التقديمُ والتأخيرُ في الاسمِ الواحدِ في بعضِ حُرُوفِه بالنسبة إلى ما يَشْتَبِهُ به.
مثالُ الأولِ: الأسودُ بنُ يزيدَ، ويزيدُ بنُ الأسودِ، وهو ظاهرٌ، ومنه عبدُ اللهِ بنُ يزيدَ، ويزيدُ بنُ عبدِ الله.
(١) أي القِسْمِ الثاني الذي سَبَقَ في الصفحة السابقة، وهو أنْ يكونَ بين الاسمَيْنِ المُتَّفِقَيْنِ أو الأسماء اختلافٌ بالتغيير مع نُقْصَانِ بعضِ الأسماءِ عن بعض بحرفٍ أو حرفَيْن فَأكثرَ. (٢) في أصلنا "وهما" وهو سهو قلم. (٣) في البخاري في الشهادات: ٣: ١٧٢: "سمع النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رجلًا يقرأ في المسجد فقال: رحمه الله لقد أذكرني كذا وكذا آية". الرجل هو عبد الله بن يزيد القارئ كما في الهَدي: ٢: ٣٣. وسَها مَن ضبطه بالياء المشدّدة، كما وقع في شرح الشرح ص ٧١٣. (٤) هذا معطوفٌ على قوله ص ١٣١: "يَتَرَكَّبُ منه وممّا قَبْلَه أنواعٌ: منها أنْ يحصلَ الاتفاقُ أو الاشتباهُ في الاسم واسمِ الأبِ مثلًا" فذَكَرَ هنا نوعًا آخرَ فقال: "أو يحصلَ الاتفاقُ في الخَطِّ والنُّطقِ".
(٥) ويسمى هذا المتشابه المقلوب، مثل الأسود بن يزيد ويزيد بن الأسود.