قال -صلى الله عليه وسلم-: "لا تقوم الساعة حتى يحسر الفرات عن جبل من ذهب يقتتل الناس عليه فيُقتلُ من كل مئة تسعة وتسعون ويقول كل رجل منهم لعلي أكون أنا الذي أنجو"(١).
قال القرطبي:"قوله: "يحسر الفرات عن جبل من ذهب" أي: يكشف، ومنه حسرت المرأة عن وجهها، أي: كشفت، والحاسر: الذي لا سلاح عليه، وكأن هذا إنما يكون إذا أخذت الأرض تقيء ما في جوفها كما تقدم في كتاب الزكاة (٢) "(٣).
٨ - عودة أرض العرب مروجًا وأنهارًا:
قال -صلى الله عليه وسلم-: "لا تقوم الساعة حتى يكثر المال ويفيض حتى يخرج الرجل بزكاة ماله فلا يجد أحدًا يقبلها منه، وحتى تعود أرض العرب مروجًا وأنهارًا"(٤).
= (٢/ ٢٢٥). (١) رواه البخاري في كتاب الفتن، باب خروج ح ٧١١٩ (١٣/ ٨٤)، ومسلم في كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب لا تقوم الساعة حتى يحسر الفرات عن جبل من ذهب ح ٢٨٩٤ (١٨/ ٢٣٥). (٢) قال في كتاب الزكاة، جاء في الحديث: "تقيء الأرض أفلاذ كبدها أمثال الأسطوان من الذهب" رواه مسلم في كتاب الزكاة باب الترغيب في الصدقة قبل أن لا يوجد من يقبلها ح ١٠١٣ (١٠٢/ ٧). وهذا عبارة عما تخرج الأرض من الكنوز والندرات -وهي القطعة من الذهب- وهذا معنى قوله تعالى: {وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا (٢)} الزلزلة: ٢، أي: كنوزها على أحد التفسيرين وقيل: موتاها. المفهم (٣/ ٥٦). (٣) المفهم (٧/ ٢٢٨). (٤) رواه مسلم في كتاب الزكاة، باب الترغيب في الصدقة قبل أن لا يوجد من يقبلها ح ١٠١٢ (٧/ ١٠١).