رسول الله ﷺ، وعلمت حاله، وفي ذلك الوقت لم يقرأ عليهم ولم يرهم، ثم بعد ذلك أتاه داعي الجن فقرأ عليهم القرآن ودعاهم إلى الله ﷿ كما رواه عبد الله بن مسعود ﵁(١).
ذكر الرواية عنه بذلك.
قال الإمام أحمد: حدثنا إِسماعيل بن إبراهيم، حدثنا داود، عن الشعبي وابن أبي زائدة، أخبرنا داود، عن الشعبي، عن علقمة قال: قلت لعبد الله بن مسعود ﵁: هل صحب رسول الله ﷺ ليلة الجن منكم أحد؟ فقال: ما صحبه منا أحد ولكنا فقدناه ذات ليلة بمكة فقلنا اغتيل؟ استطير (٢)؟ ما فعل؟ قال: فبتنا بشر ليلة بات بها قوم، فلما كان في وجه الصبح - أو قال في السحر - إذا نحن به يجيء من قبل حراء، فقلنا: يا رسول الله، فذكروا له الذي كانوا فيه فقال:"إنه أتاني داعي الجن فأتيتهم فقرأت عليهم" قال: فانطلق فأرانا آثارهم وآثار نيرانهم قال: قال الشعبي: سألوه الزاد، قال عامر: سألوه بمكة وكانوا من جِنِّ الجزيرة فقال: "كل عظم ذكر اسم الله عليه أن يقع في أيديكم أوفر ما يكون لحمًا، وكل بعرة أو روثة علف لدوابكم قال: فلا تستنجوا بهما فإنهما زاد إخوانكم من الجن"(٣). وهكذا رواه مسلم في صحيحه عن علي بن حجر عن إسماعيل بن علية به نحوه (٤).
وقال مسلم أيضًا: حدثنا محمد بن المثنى، حدثنا عبد الأعلى، حدثنا داود وهو ابن أبي هند، عن عامر قال: سألت علقمة: هل كان ابن مسعود ﵁ شهد مع رسول الله ﷺ ليلة الجن؟ قال: فقال علقمة: أنا سألت ابن مسعود ﵁ فقلت: هل شهد أحد منكم مع رسول الله ﷺ ليلة الجن؟ قال: لا ولكنا كنا مع رسول الله ﷺ ذات ليلة ففقدناه، فالتمسناه في الأودية والشعاب فقيل استطير؟ اغتيل؟ قال: فبتنا بشر ليلة بات بها قوم، فلما أصبحنا إذ هو جاء من قبل حراء، قال: فقلنا: يا رسول الله فقدناك فطلبناك فلم نجدك، فبتنا بشر ليلة بات بها قوم، فقال:"أتاني داعي الجن فذهبت معهم فقرأت عليهم القرآن". قال: فانطلق بنا فأرانا آثارهم وآثار نيرانهم، وسألوه الزاد فقال:"كل عظم ذكر اسم الله عليه يقع في أيديكم أوفر ما يكون لحمًا، وكل بعرة أو روثة علف لدوابكم" قال رسول الله ﷺ: "فلا تستنجوا بهما فإنهما طعام إخوانكم"(٥).
طريق أخرى عن ابن مسعود ﵁.
قال أبو جعفر بن جرير: حدثني أحمد بن عبد الرحمن، حدثني عمي، حدثني يونس، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله قال: إن عبد الله بن مسعود ﵁ قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: "بِتُّ الليلةَ أقرأ على الجنِّ واقفًا بالحجون"(٦).
طريق أخرى فيها أنه كان معه ليلة الجن.
(١) دلائل النبوة ٢/ ٢٢٧، وسيأتي تفصيل الروايات والحكم عليها. (٢) أي: خُطف بسرعة. (٣) أخرجه الإمام أحمد بسنده ومتنه (المسند ١/ ٤٣٦) وسنده صحيح. (٤) صحيح مسلم، الصلاة، باب الجهر بالقراءة في الصبح بعد حديث ٤٥٠/ ١٥٠. (٥) المصدر السابق (ح ٤٥٠/ ١٥٠). (٦) أخرجه الطبري بسنده ومتنه وسنده ضعيف لأن عبد الله بن عبد الله وهو ابن عتبة بن مسعود لم يسمع من ابن مسعود ﵁.