ومضمونه أنه الخالق الرازق، مالك الدار وساكنيها، ورازقهم؛ فبهذا يستحق أن يعبد وحده، ولا يشرك به غيره؛ ولهذا قال: ﴿فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾.
وفي "الصحيحين"(١)، عن ابن مسعود؛ قال: قلت: يا رسول اللّه أي الذنب أعظم عند اللّه؟ قال:"أن تجعل للّه ندًا وهو خلقك … " الحديث.
وكذا حديث (٢) معاذ: "أتدري ما حق الله على عباده؟ … أن يعبدوه لا يشركوا به شيئًا … " الحديث.
وفي الحديث (٣) الآخر: "لا يقولن أحدكم ما شاء اللّه وشاء فلان، ولكن ليقل: ما شاء اللّه ثم شاء فلان".
وقال حماد بن (٤) سلمة: حدثنا عبد الملك بن عمير، عن ربعي بن حراش، عن الطفيل بن سخبرة أخي عائشة أم المؤمنين لأمها؛ قال: رأيت فيما يرى النائم كأني أتيت على نفر من اليهود؛ فقلت: من أنتم؟ قالوا: نحن اليهود. قلت: إنكم لأنتم القوم لولا أنكم تقولون: عزير ابن اللّه. قالوا: وإنكم لأنتم القوم لولا أنكم تقولون: ما شاء اللّه وشاء محمد.
قال: ثم مررت بنفر من النصارى [فقلت: من أنتم؟ قالوا: نحن النصارى](٥) قلت: إنكم لأنتم القوم لولا أنكم تقولون: المسيح ابن اللّه. قالوا: وإنكم لأنتم القوم لولا أنكم تقولون: ما شاء اللّه وشاء محمد.
فلما أصبحت أخبرت بها من أخبرت، ثم أتيت النبي ﷺ فأخبرته؛ فقال:"هل أخبرت بها أحدًا؟ " قلت: نعم، فقام فحمد اللّه وأثنى عليه ثم قال:"أما بعد؛ فإن طفيلًا رأى رؤيا أخبر بها من أخبر منكم، وإنكم قلتم كلمةً كان يمنعني كذا وكذا أن أنهاكم عنها؛ فلا تقولوا ما شاء الله وشاء محمد، ولكن قولوا: ما شاء اللّه وحده".
(١) أخرجه البخاري (٨/ ١٦٣؛ و ١٠/ ٤٣٣؛ و ١٣/ ٤٩١، ٥٠٣)؛ ومسلم (٨٦/ ١٤١)؛ وأبو عوانة (١/ ٥٦)؛ وأبو داود (٢٣١٠)؛ وأحمد (١/ ٤٣٤) وغيرهم من طريق منصور بن المعتمر، عن أبي وائل، عن عمرو بن شرحبيل، عن ابن مسعود. ووقع في سنده اختلاف لا يضر، ذكرته في "التسلية". (٢) أخرجه البخاري (١٠/ ٣٩٧، و ١١/ ٦٠، ٦١، ٣٣٧)؛ وفي "الأدب المفرد" (٩٤٣)، ومسلم (٣٠/ ٤٨) واللفظ له. (٣) أخرجه أبو داود (٤٩٨٠)؛ والنسائي في "اليوم والليلة" (٩٨٥)؛ وأحمد (٥/ ٣٨٤، ٣٩٤، ٣٩٨)؛ وابن أبي الدنيا في "الصمت" (٣٤١)؛ وابن أبي شيبة (٩/ ١١٧؛ و ١٠/ ٣٤٦)؛ والطيالسي (٤٣٠)؛ وابن السني في "اليوم والليلة" (٦٧١)؛ والطحاوي في "المشكل" (١/ ٩٠)؛ والبيهقي في "الكبرى" (٣/ ٢١٦)؛ وفي "الأسماء والصفات" (ص ١٤٤)؛ وفي "الاعتقاد" (١٥٦، ١٥٧) من طرق عن شعبة، عن منصور بن المعتمر قال: سمعت عبد اللّه بن يسار، عن حذيفة مرفوعًا فذكره. قال الذهبي في "مهذب سنن البيهقي" (٣/ ١٩٠): "إسناده صالح"!! وصححه النووي في "الأذكار" (ص ٣٠٨)، وهو كما قال. ووقع في سنده اختلاف لا يضره. واللّه أعلم. (٤) أخرجه أحمد (٥/ ٧٢)؛ وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (٢٧٤٣)؛ والطبراني في "الكبير" (ج ٨/ رقم ٨٢١٤)؛ والحاكم (٣/ ٤٦٣)؛ والخطيب في "الموضح" (١/ ٣٠٣) من طرق، عن حماد بن سلمة بسنده سواء مطولًا ومختصرًا. [وسكت عنه الحاكم والذهبي ويشهد له سابقه]. (٥) ساقط من (ج).