أخبرنا سعيد بن يزيد، عن أبي السمح، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد الخدري، عن النَّبِيّ ﷺ قال:" ﴿وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ﴾ قال: "تشويه النار فتقلص شفته العليا حتَّى تبلغ وسط رأسه، وتسترخي شفته السفلى حتَّى تبلغ سرته" (١)، ورواه الترمذي عن سويد بن نصر، عن عبد اللَّه بن المبارك به، وقال: حسن غريب (٢).
هذا جواب من اللَّه تعالى للكفار إذا سألوا الخروج من النار والرجعة إلى هذه الدار. يقول: ﴿اخْسَئُوا فِيهَا﴾ أي: امكثوا فيها صاغرين مهانين أذلاء، ﴿وَلَا تُكَلِّمُونِ﴾ أي: لا تعودوا إلى سؤالكم هذا، فإنه لا جواب لكم عندي.
قال العوفي، عن ابن عباس: ﴿اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ﴾ قال: هذا قول الرحمن حين انقطع
(١) أخرجه الإمام أحمد بسنده ومتنه (المسند ١٨/ ٣٥٠ ح ١١٨٣٦)، وضعف سنده محققوه، ويتقوى بسابقه، وأخرجه الحاكم من طريق ابن المبارك به، وصححه ووافقه الذهبي (المستدرك ٢/ ٣٩٥). (٢) أخرجه الترمذي بسنده ومتنه وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب (السنن، صفة جهنم، باب ما جاء في طعام أهل النار ح ٢٥٨٧)، وضعفه الألباني في ضعيف سنن الترمذي، ويشهد له ما تقدم موقوفًا وثابتًا عن ابن مسعود.