من حديث شعبة، عن عقيل بن طلحة، عن عتبة بن (فرقد)(١) قال: رأى النَّبِيّ ﷺ في أصحابه تأخرًا، فقال:"يا أصحاب سورة البقرة". وأظن هذا كان يوم حنين (حين)(٢) ولّوا مدبرين أمر العباس، فناداهم: ["يا أصحاب الشجرة"؛ يعني: أهل بيعة الرضوان. وفي رواية] (٣): "يا أصحاب (سورة)(٤) البقرة"(ينشطهم)(٥) بذلك؛ فجعلوا يقبلون من كل وجه. وكذلك يوم اليمامة (٦) مع أصحاب مسيلمة جعل الصحابة يفرون لكثافة (جيش)(٧) بني حنيفة؛ فجعل المهاجرون والأنصار يتنادون: يا أصحاب سورة البقرة، حتَّى فتح الله عليهم، رضي الله عن أصحاب رسول الله أجمعين.
﷽
﴿الم (١)﴾
قد اختلف المفسرون في الحروف المقطعة التي في أوائل السور؛ فمنهم من قال: هي مما استأثر الله بعلمه، فردوا علمها إلى الله، ولم يفسروها [حكاه القرطبي في "تفسيره"(٨)، عن أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وابن مسعود ﵃(أجمعين)(٩)؛ وقاله عامر الشعبي، وسفيان الثوري، والربيع بن خثيم. واختاره أبو حاتم بن حبان] (١٠). ومنهم من فسرها؛ واختلف هؤلاء في معناها؛ فقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: إنما هي أسماء السور [قال العلامة أبو القاسم محمود بن عمر الزمخشري في "تفسيره"(١١): وعليه إطباق الأكثر، ونقل عن سِيْبَويَه أنه نص عليه] (١٠).
ويعتضد (هذا)(١٢) بما ورد في "الصحيحين"(١٣) عن أبي هريرة أن رسول الله ﷺ كان يقرأ في صلاة الصبح يوم الجمعة ﴿الم (١)﴾ و ﴿هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ﴾.
= خولف عمران القطان، خالفه عبد الرزاق، فرواه في "مصنفه" (ج ٥/ رقم ٩٧٤١) عن معمر، عن الزهري، قال: أخبرني كثير بن العباس بن عبد المطلب، عن أبيه العباس قال: شهدت مع رسول الله ﷺ يوم حنين، فساقه مطولًا. وليس فيه: "يا أصحاب سورة البقرة". ومن طريق عبد الرزاق: أخرجه مسلم (١٢/ ١١٧ - شرح النووي)؛ وأحمد (١٧٧٥) وأبو عوانة (٤/ ٢٠١ - ٢٠٣) وتابعه ابن المبارك، ومحمد بن ثور، ومحمد بن حميد العبدي جميعًا عن معمر عن الزهري بسنده سواء. (١) وقع في (ج) و (ل) و (ن): "مرثد". وفي (ع) و (هـ) و (ي): "مزيد" ووقع في (ز) و (ك): "مربد" وكله خطأ، والصواب أنه: "عتبة بن فرقد"، وانظر لذلك "الإصابة" (٤/ ٤٣٩) للحافظ ابن حجر ﵀. (٢) في (ن): "يوم". (٣) ساقط من (ج). (٤) ساقط من (ز) و (ك) و (ل). (٥) في (ز) و (ن): "لينشطهم". (٦) أخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (ج ٥/ رقم ٩٤٦٥) عن معمر. وابن أبي شيبة (١٢/ ٥٠٣)، عن وكيع وسعيد بن منصور في "سننه" (ج ٢/ رقم ٢٩٠٨) عن يعقوب بن عبد الرحمن ثلاثتهم عن هشام بن عروة، عن أبيه قال: كان شعار المسلمين يوم مسيلمة: يا أصحاب سورة البقرة. وهو مرسل. (٧) في (ز): "حشر". (٨) انظر: "تفسير القرطبي" (١/ ١٥٤). (٩) زيادة من (ن). (١٠) ساقط من (ز). (١١) في "الكشاف" (١/ ١٠). (١٢) في (ن): "لهذا". (١٣) أخرجه البخاري (٢/ ٣٧٧، ٥٥٢)؛ ومسلم (٨٨٠/ ٦٥، ٦٦) وتقدم تخريجه.