وفي ["السيرة"] (٥) عن زيد بن عمرو بن نفيل أنه لما خرج هو وجماعة من أصحابه إلى الشام يطلبون الدين الحنيف قالت له اليهود: إنك لن تستطيع الدخول معنا حتى تأخذ بنصيبك من غضب الله. فقال: أنا من غضب الله أفر. وقالت له النصارى: إنك لن تستطيع الدخول معنا حتى تأخذ بنصيبك من سخط الله. فقال: لا أستطيعه. فاستمر على فطرته، وجانب عبادة الأوثان، ودين المشركين، ولم يدخل مع أحد من اليهود ولا النصارى. وأما أصحابه فتنصروا ودخلوا في دين النصرانية؛ لأنهم وجدوه أقرب من دين اليهود إذ ذاك، وكان منهم ورقة بن نوفل حتى هداه الله بنبيه لما بعثه آمن بما وجد من الوحي ﵁.
[(مسألة) والصحيح من مذاهب العلماء أنه يغتفر الإخلال بتحرير ما بين الضاد والظاء، لقرب مخرجيهما؛ وذلك أن الضاد مخرجها من أول حافة اللسان وما يليها من الأضراس، ومخرج الظاء من طرف اللسان وأطراف الثنايا العليا؛ ولأن كلًّا من الحرفين من الحروف المجهورة، ومن الحروف الرخوة، ومن الحروف المطبقة؛ فلهذا كله اغتفر استعمال أحدهما مكان الآخر لمن لا يميز ذلك والله أعلم.
وأما حديث:"أنا أفصح من نطق بالضاد"(٦) فلا أصل له، والله أعلم] (٧).
(١) أخرجه ابن جرير (٢١٥)؛ وابن أبي حاتم (٤٢) بسند ضعيف جدًّا. (٢) أخرجه ابن جرير (٢١٦) وهو منقطع بين ابن جريج وابن عباس. (٣) أخرجهما ابن جرير (٢١٨، ٢١٩). (٤) وقع في (ج) و (ل) و (ى):"أأنبئكم" وهو سبق قلم. (٥) وقع في (ج) و (ل): "السنن" وهو خطأ. وأخرجه البخاري (٧/ ١٤٢، ١٤٣) مطولًا. (٦) ولم أقف له على إسناد، ونقل العجلوني في "كشف الخفا" (١/ ٢٠٠، ٢٠١) عن السيوطي أنه قال في "اللآلئ": "معناه صحيح ولكن لا أصل له كما قال ابن كثير وغيره من الحفاظ وأورده أصحاب الغريب ولا يعرف له إسناد" وقال مثله الشوكانى فى "الفوائد المجموعة" (ص ٣٢٧). (٧) ساقط من (ز).