وقال أبو جعفر الرازي، عن الربيع بن أنس، عن [أبي العالية، عن أُبي بن](١) كعب في قوله: ﴿يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ﴾ قال: تصير السماوات جنانًا، ويصير مكان البحر نارًا، وتبدل الأرض غيرها (٢).
وفي الحديث الذي رواه أبو داود:"لا يركب البحر إلا غاز" أو حاج أو معتمر، فإن تحت البحر نارًا - أو تحت النار بحرًا -" (٣).
وفي حديث الصور المشهور المروي عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ أنه قال: "يبدل الله الأرض غير الأرض والسماوات فيبسطها ويمدها مد الأديم (٤) العكاظي، لا ترى فيها عوجًا ولا أمتًا، ثم يزجر الله الخلق زجرة فإذا هم في هذه المبدلة" (٥).
وقوله: ﴿وَبَرَزُوا لِلَّهِ﴾ أي: خرجت الخلائق جميعها من قبورهم لله ﴿الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ﴾ أي: الذي قهر كل شيء وغلبه ودانت له الرقاب، وخضعت له الألباب.
يقول تعالى: ﴿يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ﴾ وتبرز الخلائق لديانها، ترى يا محمد يومئذٍ المجرمين وهم الذين أجرموا بكفرهم وفسادهم ﴿مُقَرَّنِينَ﴾ أي: بعضهم إلى بعض قد جمع بين النظراء أو الأشكال منهم كل صنف إلى صنف، كما قال تعالى: ﴿احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ﴾ [الصافات: ٢٢] وقال: ﴿وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ (٧)﴾ [التكوير] وقال: ﴿وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَانًا ضَيِّقًا مُقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُورًا (١٣)﴾ [الفرقان] وقال: ﴿وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ (٣٧) وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ (٣٨)﴾ [ص] والأصفاد: هي القيود، قاله ابن عباس وسعيد بن جبير والأعمش وعبد الرحمن بن زيد (٦)، وهو مشهور في اللغة، قال عمرو بن كلثوم:
(١) في الأصول الخطية والنسخ المطبوعة وتفسير الطبري: "عن الربيع بن أنس عن كعب"، وما أُثبت هو الصواب إذ تكرر السند وجزء من المتن قبل عشرة سطور، وكذلك ورد في الدر المنثور إذ قال: وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن أُبي بن كعب … (٢) وسنده جيد. (٣) أخرجه أبو داود من حديث عبد الله بن عمرو ﵁ (السنن، الجهاد، باب في ركوب البحر في الغزو ح ٢٤٨٩)، وضعفه الألباني في السلسلة الضعيفة (ح ٤٧٨). (٤) أي: الجلد. (٥) تقدم تخريجه وضعفه مطولًا في تفسير سورة الأنعام آية ٧٣. (٦) قول ابن عباس أخرجه الطبري بسند ثابت من طريق علي بن أبي طلحة عنه بلفظ: في وثاق، وقول الأعمش أخرجه الطبري بسند فيه الحسين، وهو ابن داود: ضعيف ويتقوي بما سبق، وقول ابن زيد أخرجه الطبري بسند صحيح من طريق ابن وهب عنه. (٧) كذا في (مح) وتفسير الطبري وشرح القصائد التسع لابن النحاس ٢/ ٨٢٠، وشرح القصائد السبع ص ٤١٢، وفي الأصل و (حم) والطبعات جميعها بلفظ: "بالثياب"، وهو تصحيف. (٨) استشهد به الطبري.