قال أبو عبيد (١): وحدثنا هشيم، عن حصين بن عبد الرحمن، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ابن عباس أنه كان يسئل عن القرآن فينشد فيه الشعر، قال أبو عبيد: يعني أنه كان يستشهد به على التفسير.
وحدثنا هشيم، عن أبي بشر، عن سعيد - أو مجاهد - عن ابن عباس في قوله: ﴿وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ (١٧)﴾ [الانشقاق] قال: وما جمع. وأنشد:
قد اتسقن لو يجدن سائقًا (٢)
حدثنا هشيم (٣): أنا حصين، عن عكرمة، عن ابن عباس في قوله تعالى: ﴿فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ (١٤)﴾ [النازعات] قال: الأرض.
قال: وقال ابن عباس: قال أمية بن أبي الصلت:
عندهم لحم بحر ولحم ساهرة
حدثنا يحيى (٤) بن سعيد، عن سفيان، عن إبراهيم بن مهاجر، عن (مجاهد عن)(٥) ابن عباس قال: كنت لا أدري ما فاطر السماوات والأرض؟ حتى أتاني أعرابيان يختصمان في بئر، فقال أحدهما: أنا فطرتها، أنا ابتدأتها.
إسناد جيد أيضًا.
وقال الإمام أبو جعفر بن جرير الطبري ﵀ بعد ما أورد طرفًا مما تقدم:"وصح وثبت أن الذي نزل به القرآن من ألسن العرب البعض منها دون (الجميع)(٦)، إذ كان معلومًا أن ألسنتها ولغاتها أكثر من سبع بما يعجز عن إحصائه".
ثم قال: "وما برهانك على ما قلته دون أن يكون معناه ما قاله مخالفوك من أنه نزل بأمر
(١) في "الفضائل" (ص ٢٠٥) وإسناده جيد. وأخرجه ابن أبي شيبة (٨/ ٥١٧، ٥١٨ و ١٠/ ٤٧٤) قال: حدثنا أبو داود الطيالسي، عن مسمع بن مالك اليربوعي، سمعت عكرمة، عن ابن عباس فذكره، ومسمع بن مالك ترجمه ابن عساكر (ج ١٦/ ل ٤٩٩، ٥٠٠) ولم يذكر فيه شيئًا يتعلق بروايته. (٢) أخرجه أبو عبيد في "فضائله" (ص ٢٠٥). هكذا رواه هشيم بن بشير بالشك. وأخرجه ابن جرير (٣٠/ ٧٦) من طريق شعبة، عن أبي بشر، عن مجاهد، عن ابن عباس فذكره وسنده صحيح، ووقع عند ابن جرير: "مستوسقات لو يجدن سائقًا". وهذا عجز بيت صدره: "إن لنا قلائصًا حقائقًا". عزاه ابن منظور في "لسانه" (٥/ ٤٨٣٧)، للعجاج وعزاه في "الدر المنثور" (٦/ ٣٣٠) لابن صرمة ومطلعه عنده: "إن لنا قلائصًا نقانقا". (٣) أخرجه أبو عبيد (ص ٢٠٥) وهذا الشطر مكسور، ليس بموزون. ووقع في "اللسان" (٣/ ٢١٣٢). قال ابن عباس وأنشد: وفيها لحم ساهرة وبحر … وما فاهوا به أبدًا مقيم وأخرج ابن أبي شيبة (٨/ ٥١٦، ١٠/ ٤٧٥) عن الشعبي أنه أنشد في تفسير هذه الآية أبياتًا لأمية بن أبي الصلت: "وفيها لحم ساهرة وبحر". (٤) أخرجه أبو عبيد أيضًا. وعزاه السيوطي في "الدر المنثور" (٥/ ٢٤٤) لعبد بن حميد وابن أبي حاتم وابن المنذر، والبيهقي في "الشعب". وإبراهيم بن مهاجر فيه ضعف من قبل حفظه. (٥) ساقط من (أ). (٦) في (أ) "الجمع".