٣ - أن من كنايات الطلاق قول الرجل لامرأته: الحقي بأهلك، وهي في هذا الحديث قد أراد النبي ﷺ بها الطلاق؛ لقوله:«لَقَدْ عُذْتِ بِعَظِيمٍ»، بخلاف ما جاء في قصة كعب بن مالك أنه قال لامرأته:«الحقي بأهلك»(١)؛ إذ لم يرد طلاقها، وإنما أراد مجرد اعتزالها، لأمر النبي ﷺ بذلك.
٤ - أن من طلقها النبي ﷺ لا تكون من أمهات المؤمنين.
٥ - أن من تعظيم الله إعاذة من استعاذ به، ففيه شاهد لقوله ﷺ:«مَنِ اسْتَعَاذَكُمْ بِاللهِ فَأَعِيذُوهُ»(٢).
٦ - أن ابنة الجون كانت غِرَّة، وقد جاء في قصتها أن بعض النساء قلن لها: إذا دخل عليكِ رسولُ الله فقولي: «أَعُوذُ بِاللهِ مِنْكَ»، فخدَعْنها (٣).
(١) البخاري (٤٤١٨)، ومسلم (٢٧٦٩). (٢) رواه أحمد (٥٧٤٣)، وأبو داود (٥١٠٩)؛ عن ابن عمر ﵄. (٣) ينظر: «طبقات ابن سعد» (٨/ ١٤٥)، و «المستدرك» للحاكم (٤/ ٣٩)، و «فتح الباري» (٩/ ٣٥٩). (٤) رواه الحاكم (٢/ ٢٠٤) والبيهقي (٧/ ٣١٩) والطبراني في «الأوسط» (٢٩٠)، ولم نجده في مسند أبي يعلى، ورجح أبو حاتم وأبو زرعة والدارقطني أنه مرسل. ينظر: «العلل» لابن أبي حاتم (١٢٢٠)، و «العلل» للدارقطني ٣/ ٧٤ (٢٩٢).