وبي ظمأ إلى لقياه برح … فهل فيكنّ باذلة جناحا
ومن ذلك قوله: [بسيط]
قالوا به صفرة عابت محاسنه … فقلت: ما ذاكم عيب (١) به نزلا
عيناه تطلب من أوتار من قتلت … فليس تلقاه إلاّ خائفا وجلا
وفرّ عن مالقة لأمور طلب فيها، فاضطر في غربته إلى بيع ثياب ظهره، فقال:
[طويل]
لعمرك إن بيعت وفي دار غربة … ثيابي أن ضاقت عليّ المشاكل
فما أنا إلاّ السّيف يأكل غمده … له حلية من نفسه وهو عاطل
وله رحمه الله تعالى: [كامل]
يا من تبسّم عن جواهر بارق … اهد السّلام لمستهام وامق
تأبى عليّ برشف ريقك مرّة … أولست أحيانا له كالباصق /
إن كنت لا تهدي السّلام لعلّة … فاهد السّلام مع الخيال الطّارق
فلعلّ طيفك أن يزيل بريهة … نار الغرام عن الفؤاد الخافق
وله رحمه الله تعالى: [وافر]
لقاؤكم الذي جلب الفراقا … لقاءكم يشقّي (٢)، بل أشاقا
وكان محبّبا أبدا لنفسي … عناقهم فكرّه لي العناقا
مضوا وبقيت أسبح في دموعي … بنار الشّوق أحترق احتراقا
فلو أنّي ظفرت بشخص بين … لكنت أذيقه ممّا أذاقا
وله رحمه الله تعالى: [متقارب]
ولمّا رأيتك أوليتني … قبيحا وأوليت غيري جميلا
تسلّيت عنكم رويدا رويدا … فربّ (٣) السّلوّ قليلا قليلا
(١) في الأصل أ: ما ذاكم عاب نزلا.
(٢) في أصل المنوني: لقاء ما شفاني بل أشاقا.
(٣) هكذا في الأصل أ / وربّ بمعنى طاب وجاد.