عذيري من الأيّام (١) خابت صقورها … ونالت جزيل الحظّ منها الأباغث (٢)
وقالوا ذكرنا بالغنى، فأجبتهم … خمولا، ولا ذكر مع البخل لابث (٣)
وما ضرّ خلاّ طيّبا ورث الغنى (٤) … إذا لم يغيّره من الدّهر حادث
يهون علينا أن تبيد (٥) أثاثنا … وتبقى علينا المكرمات الأثائث
فهل عند صفوان بن إدريس أنّني … مقيم على حفظ (٦) المودّة ماكث
وإن كنت قد خاطبت فصل خطابه … فعاقت عن الودّ الخطوب الكوارث
ومن شعره (يتشوق إلى أبي عمرو بن غياث) الشريشي (٧): [وافر)]
أبا عمرو متى تقضي اللّيالي … بلقياكم وهنّ قصصن ريشي
أبت نفسي هوى إلاّ شريشا … ويا بعد الجزيرة من شريش
ومن شعره: [كامل]
دع عنك قسطاس اللّسان ولا تزن … من كنت تحسب راجحا أو ناقصا
وإذا نقدت فكن نحاسا وليكن … من كنت تبصره لجينا خالصا
وأدبه ﵀ كثير، وشعره شهير. وسأذكر قطعة منه في باب موسى (٨).
وتوفي ﵀ في نحو عام أربعة وثلاثين وستمائة.
ومنهم:
[٤٨ - محمد بن حسن بن إبراهيم الأنصاري]
يعرف بالبنّالي. من جلّة طلبة مالقة. كان كاتبا بليغا وشاعرا مطبوعا. وله
(١) في زاد المسافر، والاحاطة، والنفح: الآمال.
(٢) في الاحاطة، والنفح: الأخابث.
(٣) في زاد المسافر، والاحاطة، والنفح: ماكث.
(٤) البيت متأخر عن الذي يليه بعده في: زاد المسافر، والاحاطة، والنفح / وفيها: وما ضرّ أصلا طيّبا عدم
(٥) في المصادر المذكورة: أن يبيد أثاثنا.
(٦) في زاد المسافر: عهد المودة.
(٧) التكملة من زاد المسافر: ٧٠ - والبيتان واردان في: زاد المسافر، والذيل ١١٦/ ٦، والاحاطة ٣٤٦/ ٢، والنفح ٥٣/ ٥.
(٨) راجع ترجمة موسى بن رزق في أعلام مالقة: ٢٠٨ ترجمة رقم ٥٩.