فرقة أو اختلاف في حياته - صلى الله عليه وسلم -؛ لأنه بين أظهرهم والوحي يتنزل عليه، فلا مجال للفرقة، ولا مرتع للبدعة (١).
وعلى كل حال فإن ما يهمنا هو ظهور البدع المتقابلة بشكلها الواضح الذي يتشكل فيه الأتباع والرؤساء؛ لأنها أحدثت فتننا مفرقة للأمة؛ فلا تزال الفتن تتوالى على مر العصور، والمعركة محتدمة بين الحق والباطل ونار الأهواء تضطرم وتتفاقم فكثرت البدع في الأمة وفشت، وتزايدت الفرق وكثرت حتى تحقق في الأمة قول الصادق المصدوق - صلى الله عليه وسلم -: ((وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة)) (٢)(٣).
وقد تميزت كل الفرق بالإفراط أو التفريط، بالغلو أو التقصير، وبالتباين والتناقض فيما بينها. فإن أصول الفرق متعاكسة تماماً، وبيان ذلك:
٧ - التعطيل (ويقابله التشبيه)، ومنه نتجت: الجهمية، والمعتزلة، وطوائف من أهل الكلام.
(١) وسطية أهل السنة بين الفرق باكريم (ص ٢٨٩). (٢) رواه الإمام أحمد في مسنده برقم (٨٣٩٦)، ورواه أبو داود في سننه كتاب السنة برقم (٤٥٩٦) واللفظ له، ورواه الترمذي في سننه أبواب الإيمان، برقم (٢٧٧٨)، وقال: حديث حسن صحيح، ورواه ابن ماجه في سننه في كتاب الفتن باب افتراق الأمم برقم (٣٩٩٢)، وأخرجه الحاكم في المستدرك ١/ ١٢٨، وقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. وصححه الألباني في صحيح وضعيف سنن ابن ماجة برقم (٣٩٩٢)، وفي سلسلة الأحاديث الصحيحة برقم (١٤٢٩). (٣) ينظر: وكل بدعة ضلالة لمحمد الريسوني تحقيق الجماز (ص ٣٧ - ٣٨)، وزيادة الإيمان ونقصانه وحكم الاستثناء فيه، أ. د. عبد الرزاق ابن عبد المحسن البدر (ص ٤٢٨)، بدع الاعتقاد النشأة والتاريخ، شبكة الإسلام. (٤) الماتريدية في القدر ليسوا جبرية، بل هم قريب من المعتزلة، إلا ماتريدية بخارى فهم أشاعرة.