والآية: من آيات القرآن العزيز المتلوة، وسميت بذلك؛ لأنها علامة لانقطاع كلام من كلام، ويفضي منها إلى غيرها، وقيل: سميت بذلك؛ لأنها جماعة من الحروف (١)؛ كما في قوله تعالى: {يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ (١١٣)} آل عمران: ١١٣، وقوله سبحانه:{يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ} الزمر: ٧١.
وهذا المعنى هو المقصود في هذا البحث.
[تعريف الآيات القرآنية اصطلاحا]
تعددت تعاريف الآيات في الاصطلاح، ومن هذه التعاريف:
أن الآية: هي الواحدة من المعدودات في السور; سميت به؛ لأنها علامة على صدق من أتى بها، وعلى عجز المتحدى بها (٢).
وقال بعضهم: الآية طائفة حروف من القرآن، علم بالتوقيف انقطاعها عن الكلام الذي قبلها والذي بعدها (٣). إلا أن المختار (٤) أن يقال: الآيات جمع آية: وهي طائفة من القرآن منقطعة عما قبلها وما بعدها (٥) معروفة بالسماع، مندرجة في السورة (٦).
(١) مختار الصحاح، مادة أيا. (٢) البرهان في علوم القرآن، الزركشي (١/ ٢٦٦)، الإتقان في علوم القرآن للسيوطي (١/ ١٨١). (٣) البرهان في علوم القرآن، (١/ ٢٦٦)، الإتقان في علوم القرآن (١/ ١٨١). (٤) لأنه ضم الآية إلى السورة، فكان التعريف جامعاً مانعاً -والله أعلم-. (٥) وليس معنى انقطاع الآية عما قبلها وما بعدها، ألا يكون لها تعلق في المعنى بسابقتها أو لاحقتها. (٦) أورده السيوطي في الإتقان (١/ ١٨١)، ينظر: البرهان في علوم القرآن للزركشي (١/ ٢٦٦)، والمفردات في غريب القرآن للأصفهاني (ص ٣٣)، والمنار في علوم القرآن مع مدخل في أصول التفسير ومصادره (ص ١٦٥)، والتيسير في قواعد علم التفسير: للإمام العلامة محمد بن سليمان الكافيجي (١٦٧ - ١٦٨).