فإن قيل: المراد أن يعطيه بدون السؤال فلا يُحْوجه أن يسأل (٢).
قيل: لم يحصل لأحد جميع مطالبه الدينية والدنيوية بدون السؤال لله تعالى، لا لأُولي العزم ولا لمن دونهم، بل سيد الخلق محمد - صلى الله عليه وسلم - كان أعظم الناس سؤالًا لربه، وبذلك أمَرهُ ربُّه (٣) فقال: {وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ}[محمد: ١٩]، وقال تعالى: {(٦) فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ (٧) وَإِلَى رَبِّكَ} [الشرح: ٧ - ٨]، وقال تعالى:{فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا}[النصر: ٣]، وقال تعالى:{إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ}[الأنفال: ٩](٤)، وقال:{وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا}[طه: ١١٤]، وقد ثبت في «الصحيح»(٥) أنه كان يوم بدرٍ يقول: «اللهمَّ أنجز لي ما وعدتني، اللهم ... اللهم ... » حتى أنزل الله الملائكة ... (٦)
(١) (م): «لم». (٢) العبادة في (ت): «المراد بذلك ... بدون سؤال ... إلى السؤال». (٣) (م): «به». (٤) الآيات الثلاث زيادة من (ت). (٥) أخرجه مسلم (١٧٦٣) من حديث عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -. (٦) كلمة مطموسة لعلها «بالنصر» ..