وهم المذكورون في قوله تعالى في سورة مريم {أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عليهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آَدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إذا تُتْلَى عليهِمْ أياتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا}(١) أي الذين انعم الله عليهم بأجل نعمة وأعظمها , وهي: نعمة الإيمان , كما قال تعالى ردا على الأعراب:{يَمُنُّونَ عليكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لَا تَمُنُّوا على إِسْلَامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عليكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْأيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}(٢).
«والنبيين» جمع نبي , ويدخل فيهم الرسل من باب أولى , لأن كل رسول نبي ولا عكس , ويأتي في مقدمتهم أولو العزم , كما قال تعالى:{فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ}(٣).
«وَالصِّدِّيقِينَ»: جمع صديق , يدخل فيهم من ثبت بالكتاب أو السنة وصفة أو تسميته بذلك منهم مريم ابنة عمران التي قال الله عنها: {مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ
(١) سورة مريم , الآية: ٥٨. (٢) سورة الحجرات , الآية: ١٧. (٣) سورة الأحقاف , الآية: ٣٥. (٤) سورة الأحزاب الآية: ٧.