وجعل لهم البشارة المطلقة فقال تعالى:{فَبَشِّرْ عِبَادِ * الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ}(٢).كما جعل لهم الأمن المطلق فقال:{يَا عِبَادِ لَا خَوْفٌ عليكُمُ الْيَوْمَ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ *الَّذِينَ آَمَنُوا بِآَيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ}(٣) عزل عنهم سلطان الشيطان فقال تعالى: {إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عليهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ}(٤). وجعل - صلى الله عليه وسلم - إحسان العبودية أعلى مراتب الدين فقال في حديث جبريل وقد سأله عن الإحسان فقال:«أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك» متفق عليه (٥).
وقوله {وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} معطوف على {إِيَّاكَ نَعْبُدُ} وهو وما بعده من الآيات للعبد كما سبق بيانه.
ومعنى {وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}: أي نخصك بطلب العون منك في جميع أمورنا (٦) الدينية والدنيوية في جميع الأوقات
(١) سورة الإنسان، الآية: ٦ (٢) سورة الزمر، الآيتان: ١٧_١٨ (٣) سورة الزخرف، الآيتان: ٦٨ - ٦٩ (٤) سورة الحجر، الآية: ٤٢ (٥) أخرجه من حديث عمر بن الخطاب- البخاري في الإيمان- باب سؤال جبريل النبي - صلى الله عليه وسلم - الحديث ٥٠، ومسلم في الإيمان باب بيان الإيمان والإسلام والإحسان- الحديث (١)، وأخرجه مسلم -أيضًا- من حديث أبي هريرة- الحديث ٩. (٦) انظر: «تفسير الطبري» ١: ١٦١_١٦٢، «معالم التنزيل» ١: ٤١، «المحرر الوجيز» ١: ٧٦، «الجامع لأحكام القرآن» ١: ١٤٥، «البحر المحيط» ١: ٢٣.