وإنما أضاف «الملك» ليوم الدين، وخصه به، دون ملك أيام الدنيا، مع أنه تعالى مالك الدنيا والآخرة، ومليكهما كما قال تعالى:{وَإِنَّ لَنَا لَلْآَخِرَةَ وَالْأُولَى}(٢)، وقال تعالى:{فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ}(٣)، وقال تعالى:{وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ}(٤)، لعظمة ذلك اليوم (٥)، وتفرده - تعالى - بنفوذ الأمر فيه حيث يظهر للخلائق تمام الظهور تفرده بالملك حقيقة، وتمام ملكه وعدله تعالى - وحكمته، وانقطاع أملاك الخلائق الدنيوية (٦).
تلك الأملاك التي خولها الله تعالى - من شاء كما قال تعالى:{قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ}(٧) وقال
(١) سورة النبأ، الآية: ٣٨. (٢) سورة الليل، الآية: ١٣. (٣) سورة طه، الآية: ١١٤، وسورة المؤمنون، الآية: ١١٦. (٤) سورة الإسراء، الآية: ١١١، وسورة الفرقان، الآية: ٢. (٥) أخرج مسلم في كتاب الجنة وصفة نعيمها - الحديث ٢٨٥٨ - عن المستورد قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «والله ما الدنيا في الآخرة إلا مثل ما يجعل أحدكم أصبعه في أليم فلينظر بم يرجع» وأخرج الترمذي في الزهد - الحديث ٢٣٢٠ عن سهل بن سعد قال: قال رسول - صلى الله عليه وسلم - «لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى كافرًا منها شربة ماء». (٦) انظر «معالم التنزيل» ١: ٤٠، «زاد المسير» ١: ١٣، «الجامع لأحكام القرآن» ١: ١٤٣، «مجموع الفتاوى» ٦: ٢٦٦، «البحر المحيط» ١: ٢٢، «تفسير ابن كثير» ١: ٥١، «أنوار التنزيل» ١: ٨، «تفسير الكريم الرحمن» ١: ٣٥. (٧) سورة آل عمران، الآية: ٢٦.