وبما جاءت به الرسل؛ وذلك أن الله عز وجل أوجب توحيده على كل مكلف، لقوله تعالى:{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إلا لِيَعْبُدُونِ}(١) أي: ليوحدوني؛ وذلك يقتضي التصديق بالله عز وجل وبرسله (٢) وبما جاءت به رسله عليهم السلام.
قوله:(واختلفوا في خطابهم بالفروع).
ش: المراد بالفروع: ما عدا الأصول، فالأصول هي (٣): وظيفة القلوب، والفروع هي (٤): وظيفة الجوارح؛ كالصلاة والصيام (٥) وغير ذلك.
وسبب الخلاف (٦) في خطابهم بالفروع: هل يتوقف الخطاب بالفروع على حصول الإيمان؛ لأن الإيمان شرط في صحة الفروع؟ أو لا (٧) يتوقف الخطاب بالفروع على حصول الإيمان؟
فمن قال: لا يتوقف الخطاب بالفروع على حصول الإيمان، قال: هم مخاطبون بالفروع؛ لأن (٨) معنى الخطاب بها إزالة الكفر بالإيمان وإيقاع العبادة.
(١) آية ٥٦ من سورة الذاريات. (٢) في ط: "وبرسوله". (٣) في ز: "هو". (٤) في ز: "وهو". (٥) في ز: "والصيام والزكاة"، وفي ط: "والزكاة والصيام". (٦) في ز: "الاختلاف". (٧) في ط: "ولا". (٨) "لأن" ساقطة من ط.