أيضاً كثير، فمن ذلك أن الأعمش روى عن إبراهيم بن يزيد التيمي، عن أبيه، عن أبي ذر، عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال:" من بنى لله مسجداً ولو كمفحص قطاة بنى الله له بيتاً في الجنة "(١) ـ وقد قال سفيان الثوري، وشعبة:"لم يسمع الأعمش هذا الحديث من إبراهيم التيمي"(٢).
وكذا قال عبدالرحمن بن مهدي: إنه لم يسمعه (٣).
وذكر شعبة أن الحكم بن عتيبة لم يسمع من مقسم مولى ابن عباس حديث احتجامه ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو صائم (٤).
ولما روى شعبة، عن أبي إسحاق، عن البراء بن عازب حديث:" أن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرَّ بناس من الأنصار وهم جلوس في الطريق، فقال: إن كنتم لابدَّ فاعلين، فردوا السلام، وأعينوا المظلوم، واهدوا السبيل "- ذكر أن أبا إسحاق لم يسمعه من البراء (٥).
(١). وقد اختلف فيه على الأعمش رفعاً ووقفاً، والراجح وقفه، انظر: "مسند الطيالسي" حديث (٤٦١)، و"مصنف ابن أبي شيبة" ١: ٣١٠، و"شرح مشكل الآثار" حديث (١٥٤٩ - ١٥٥٢)، و"صحيح ابن حبان" حديث (١٦١٠ - ١٦١١)، و"سنن البيهقي" ٢: ٤٣٧، و"علل ابن أبي حاتم" ١: ٩٧، و"علل الدارقطني" ٦: ٢٧٤. (٢) "التمهيد" ١: ٣٢. (٣). "علل ابن أبي حاتم" ١: ٩٧. (٤) "العلل ومعرفة الرجال" ٣: ٩٣، و "مسائل أبي داود" ص ٤٤٦، و"أخبار المكيين" ص ٢٩٨. (٥) "سنن الترمذي" حديث (٢٧٢٦)، و"مسند أحمد" ٤: ٢٨٢، ٢٩١، ٣٠١.