كتاب صحيح البخاري - ن عطاءات العلم

باب صفة الجنة والنار - حديث: هبلت أجنة واحدة هي؟ إنها جنان كثيرة - ج: 5 - ص: 472

٦٥٦٧ - ٦٥٦٨ - حدَّثنا قُتَيْبَةُ: حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ حُمَيْدٍ:

عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ أُمَّ حَارِثَةَ أَتَتْ رَسُولَ اللَّهِ (١) ﷺ، وَقَدْ هَلَكَ حَارِثَةُ يَوْمَ بَدْرٍ، أَصَابَهُ غَرْبُ سَهْمٍ (٢)، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ عَلِمْتَ مَوْقِعَ (٣) حَارِثَةَ مِنْ قَلْبِي، فَإِنْ كَانَ فِي الْجَنَّةِ لَمْ أَبْكِ عَلَيْهِ، وَإِلَّا سَوْفَ تَرَى

مَا أَصْنَعُ؟ فَقَالَ لَهَا: «هَبِلْتِ (٤)؟، أَجَنَّةٌ وَاحِدَةٌ هِيَ؟ إِنَّهَا جِنَانٌ كَثِيرَةٌ، وَإِنَّهُ فِي (٥) الْفِرْدَوْسِ الأَعْلَى». وَقَالَ: «غَدْوَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ رَوْحَةٌ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا، وَلَقَابُ قَوْسِ أَحَدِكُمْ، أَوْ مَوْضِعُ قَدَمٍ (٦) مِنَ الْجَنَّةِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا، وَلَوْ أَنَّ امْرَأَةً مِنْ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ اطَّلَعَتْ إِلَى الأَرْضِ لأَضَاءَتْ مَا بَيْنَهُمَا، وَلَمَلأَتْ مَا بَيْنَهُمَا رِيحًا، وَلَنَصِيفُهَا -يَعْنِي الْخِمَارَ- خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا».

---

(١) في رواية أبي ذر: «النبيَّ». كتبت بالحمرة.
(٢) في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «سَهْمٌ غَرْبٌ».
(٣) في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «مَوْضِعَ».
(٤) صحَّح عليها في اليونينيَّة، وفي رواية أبي ذر: «هبِلْتِ» بضم الهاء وفتحها معًا، قارن بما في الإرشاد.
(٥) في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «لَفِي».
(٦) في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «قَدَمِهِ»، وفي رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي و [ق]: «قدِّهِ» بكسر القاف وفتحها معًا.