كتاب صحيح البخاري - ن عطاءات العلم

باب إذا خاف الجنب على نفسه المرض أو الموت - حديث أبي موسى: إنا لو رخصنا لهم في هذا لأوشك إذا برد - ج: 1 - ص: 208

٣٤٦ - حدَّثنا عُمَرُ بنُ حَفْصٍ، قالَ: حدَّثنا أَبِي، قالَ: حدَّثنا الأَعْمَشُ (١)، قالَ: سَمِعْتُ شَقِيقَ بنَ سَلَمَةَ، قالَ: كُنْتُ عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ وَأَبِي مُوسَى، فقالَ لَهُ أبو مُوسَى: أَرَأَيْتَ يا أَبا عَبْدِ الرَّحْمَنِ،

⦗٢٠٩⦘

إذا أَجْنَبَ فَلَمْ يَجِدْ ماءً (٢)، كَيْفَ يَصْنَعُ (٣)؟ فقالَ عَبْدُ اللَّهِ: لا يُصَلِّي حَتَّى يَجِدَ (٤) الماءَ (٥). فقالَ أبو مُوسَى: فَكَيْفَ تَصْنَعُ بِقَوْلِ عَمَّارٍ؛ حِينَ قالَ لَهُ النَّبِيُّ ﷺ: «كانَ يَكْفِيكَ … »؟! قالَ: أَلَمْ تَرَ عُمَرَ لَمْ يَقْنَعْ بِذَلِكَ (٦)؟! فقالَ أبو مُوسَى: فَدَعْنا مِنْ قَوْلِ عَمَّارٍ، كَيْفَ تَصْنَعُ بِهَذِهِ الآيَةِ؟! فَما دَرَى عَبْدُ اللَّهِ ما يَقُولُ، فقالَ: إِنَّا لَوْ رَخَّصْنا لَهُمْ في هَذا، لأَوْشَكَ إذا بَرَدَ (٧) على أَحَدِهِمُ الماءُ أَنْ يَدَعَهُ وَيَتَيَمَّمَ. فَقُلْتُ لِشَقِيقٍ: فَإِنَّما كَرِهَ عَبْدُ اللَّهِ لِهَذا؟ قالَ (٨): نَعَمْ.

---

(١) في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «حدَّثنا أبي، عن الأعمش».
(٢) في رواية ابن عساكر: «الماءَ».
(٣) في رواية [عط]: «إذا أجنبتَ فلم تجد الماءَ كيف تصنع؟» بتاء المخاطَب.
(٤) في رواية الأصيلي: «لا تُصلي حتى تجد» بتاء المخاطَب.
(٥) لفظة: «الماء» ليست في رواية ابن عساكر والأصيلي.
(٦) في رواية الأصيلي وابن عساكر ورواية أبي ذر عن المُستملي زيادة: «منه».
(٧) ضُبطت في اليونينية بلفظين: المثبت، و «بَرُدَ».
(٨) في رواية أبي ذر ورواية السَّمعاني عن أبي الوقت: «فقال».