فالرواية بالجيم "ارجوا" مأخوذة من الأرجاء أي التأخير، قال ابن منظور:"ارجأ الأمر آخره، وتَرْك الهمزة لغة، ابن السكيت: ارجات الأمر وارجيته إذا أخرته، وقرئ ارجه وأرجئه، وقوله تعالى:{تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشَاءُ}[الأحزاب: ٥١]، وأرجأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمْرَنا أي آخره، والأرجاء التأخير مهموز"(٢).
فقول القاضي عياض في رواية ابن ماهان:"ارجوا بالجيم وهو بعيد"، ليس كذلك فقد صوب السيوطي المعنى فقال: وبالجيم بمعناه من الأرجاء وهو التأخير واصله "ارجئوا" بالهمزة، فحذف تخفيفاً أي أخروها واتركوها.
والرواية التي جاءت بالخاء:"ارخوا" فهي من أرخى، قال ابن منظور:"أرخى الفرسُ إذا طول ذيله، أرخى الرباط، أي جعله سهلاً مسترسلاً. والمعنى يكون في الحديث هو: أطيلوا لحاكم، واجعلوها سهلة مسترسلة"(٣).
وممن رواه كما وقع لمسلم من رواية المشارقة البيهقي (٤)، وعلى هذا أمكن الجمع بين الروايتين على إمكان توافق المعاني، والله أعلم.
(١) صحيح البخاري: كتاب اللباس، باب تقليم الأظفار، الحديث رقم ٥٥٥٣، ٥/ ٢٢٠٩. (٢) لسان العرب ١/ ٨٣، وينظر القاموس المحيط ١/ ١٢٤، وتاج العروس من جواهر القاموس ١/ ١٢٣، وغيرها. (٣) المصدر نفسه ١٤/ ٣١٤ مادة أرخى. (٤) سنن البيهقي الكبرى: كتاب الطهارة، باب السنة في الأخذ من الأظفار، والشارب وما ذكر معهما، وان لا وضوء في الشيء من ذلك. قال تعالى: {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ} [البقرة: ١٢٤]، الحديث رقم ٦٧٣، ١/ ١٥٠.