وقوله:(وإن كنت وضعت الحرب بيننا وبينهم فافجرها، واجعل موتي فيها)؛ هذا منه تَمَن للشهادة، وشوق لما عند الله تعالى، وليس تمنيًا للموت؛ لضر نزل به الذي نهي عنه.
وقوله:(فانفجرت من لبته)؛ كذا الرواية عن الأسدي (٢)، بالباء بواحدة. وعن الصدفي:(من لِيته) بلام مكسورة، وياء باثنتين من تحتها ساكنة. وعند الخشني:(من ليلته)، قال: وهو الصواب. واللبة: المنحر. والليت: صفحة العنق.
وقوله:(فإذا سعد جرحه يغِذُّ) بكسر الغين، وتشديد الذال عند كافة الرواة، وعند بعضهم:(يَغذو)، ومعناه: يسيل. وهما لغتان. يقال: غذَّ الجرح يغِذُّ مشددًا، وغذا يغذو، وأنشدوا:
بطَعنٍ كَفَمِ الزّقِّ ... غَذَا والزِّقُّ مَلآنُ
وعند ابن ماهان:(يصبُّ) مكان (يغذو). وهو تفسير للَّفظ الأول.
(١) فاق، يفيق، فَيْقًا: جاد بنفسه عند الموت. (٢) في (هـ) و (ل) و (م): الأسود.