قال الفراء: وصلحت "ما" للناس، كقوله:{مَا طَابَ لَكُمْ}[النساء:٣]، ومثله كثير (٣)، قال: ويجوز أن يجعل "مَا" مع الذي بعدها في معنى مصدر، كأنه قيل: ووالد وولادته، كقوله:{وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا}[الشمس: ٥](٤).
وروى عكرمة عن ابن عباس: الوالد: الذي يلد، "وما ولد": العاقر الذي لا يلد (٥).
وعلى هذا "ما" تكون نفيًا؛ كأنه قيل: ووالد غير والد، ولا يصح هذا القول إلا بإضمار الموصول، كأنه قيل: ووالد والذي ما ولد، وذلك لا يجوز عند البصريين (٦)(٧).
(١) "الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ٦١، "تفسير القرآن العظيم" ٤/ ٥٤٧، "فتح القدير" ٥/ ٤٤٣، "تفسير الحسن البصري" ٢/ ٤١٩. (٢) ما بين القوسين ذكر بدلًا من تعدادهم لفظ: وغيرهم في نسخة (أ). (٣) نحو ما جاء في سورة الليل (٣) وهو قوله تعالى: {وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى (٣)}، وما جاء في سورة النساء: ٢٢ وهو قوله: {وَلَا تَنْكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُمْ مِنَ النِّسَاءِ}. (٤) "معاني القرآن" ٣/ ٢٦٣ - ٢٦٤ بتصرف. (٥) "جامع البيان" ٣٠/ ١٩٥، "الكشف والبيان" ١٣/ ٩٥ ب، "النكت والعيون" ٦/ ٢٧٥، وبمعناه في:"المحرر الوجيز" ٥/ ٤٨٣، و"الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ٦٢، و"تفسير القرآن العظيم" ٤/ ٥٤٧، و"غرائب التفسير" ٢/ ١٣٤٢، وقد عده الكرماني من العجيب في التأويل. (٦) انظر: "الدر المصون" ٣٠/ ٥٢٤، "الكشف والبيان" ج ١٣/ ٩٥ ب، و"الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ٦٢، و"فتح القدير" ٥/ ٤٤٣، و"البحر المحيط" ٨/ ٤٧٥. (٧) البصريون: هم أصحاب المدرسة النحوية بالبصرة، الذين نشأ النحو على أيديهم وتطور، وضعوا قواعدهم على الأعم الأغلب مما نقل عن العرب، من ذلك: التشدد في السماع، فلا يأخذون إلا من ثقات العربية، ولا يعتمدون الشاهد =