كتاب الخلافيات - البيهقي - ت النحال

كتاب الديات - مسألة (٥١٣): فإن جعلنا الدراهم والدنانير أصلين في الدية على القول الثاني، فقدره ألف دينار أو اثنا عشر ألف درهم - ج: 7 - ص: 45

وَقِيلَ لِشَرِيكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ: إِنَّ رَجُلًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ عَانَقَ رَجُلًا مِنَ الْعَدُوِّ، فَضَرَبَهُ فَأَصَابَ رَجُلًا [مِنَ الْمُسْلِمِينَ، قَالَ شَرِيكٌ: قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ (١): عَانَقَ رَجُلٌ مِنَّا رَجُلًا مِنَ العَدُوِّ وَضَرَبَهُ، فَأَصَابَ رَجُلًا] (٢) مِنَّا، فَسَلَتَ وَجْهَهُ حَتَّى وَقَعَ ذَلِكَ عَلَى حَاجِبَيْهِ وَأَنْفِهِ وَلِحْيَتِهِ وَصَدْرِهِ، فَقَضَى فِيهِ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ - رضي الله عنه - بِالدِّيَةِ اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفَ دِرْهَمٍ (٣)، وَكَانَتِ الدَّرَاهِمُ يَوْمَئِذٍ وَزْنَ سِتَّةٍ (٤).

قَالَ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -: رَوَى عَطَاءٌ وَمَكْحُولٌ وَعَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ وَعَدَدٌ مِنَ الْحِجَازِيِّينَ؛ أَنَّ عُمَرَ - رضي الله عنه - فَرَضَ الدِّيَةَ اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفَ دِرْهَمٍ، وَلَمْ أَعْلَمْ بِالْحِجَازِ أَحَدًا خَالَفَ فِيهِ، وَلَا عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ - رضي الله عنه -.

وَمِمَّنْ قَالَ الدِّيَةُ اثْنَا (٥) عَشَرَ أَلْفَ دِرْهَمٍ: ابْنُ عَبَّاسٍ، وَأَبُو هُرَيْرَةَ، وَعَائِشَةُ، - رضي الله عنهم -، لَا أَعْلَمُ بِالْحِجَازِ أَحَدًا خَالَفَ فِي ذَلِكَ قَدِيمًا وَلَا حَدِيثًا.

وَلَقَدْ رَوَاهُ عِكْرِمَةُ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -؛ أَنَّهُ قَضَى بِالدِّيَةِ اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفَ دِرْهَمٍ، وَزَعَمَ عِكْرِمَةُ أَنَّهُ نَزَلَ فِيهِ: {وَمَا نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْنَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ} (٦).

قَالَ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -: فَقُلْتُ لِمُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ: أَفَتَقُولُ: إِنَّ الدِّيَةَ اثْنَا عَشَرَ أَلْفَ دِرْهَمٍ وَزْنَ سِتَّةٍ؟ فَقَالَ: لَا. قُلْتُ: فَمِنْ أَيْنَ زَعَمْتَ إِذْ كُنْتَ أَعْلَمَ

---

(١) وكذا في معرفة السنن (١٢/ ١٠٩)، ووقع في السنن الكبير (٨/ ٨٠): "ابن إسحاق".
(٢) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من أصل الرواية والسنن الكبير ومعرفة السنن.
(٣) في النسخ: "ألفا درهما"، والمثبت من أصل الرواية.
(٤) المصدر السابق (٩/ ٨٧، ٨٨).
(٥) في النسخ: "اثني"، والمثبت من المصادر السابقة.
(٦) سورة التوبة (آية: ٧٤).