فأمَّا الثالثُ، فمعناه: الحكمُ على المسلِمِ العاصي: بأنه فاسِقٌ، وليس بمؤمِنٍ، فيُخرِجُهُ عن الإيمان، ويَجعَلُهُ في منزِلةٍ بين الإيمانِ والكفر؛ وهذا - كما قال المؤلِّفُ - على مذهَبِ المعتزِلة؛ فإنهم يَجعَلُونَ مرتكِبَ الكبيرةِ في منزِلةٍ بين المنزِلَتَيْنِ، لا هو مؤمِنٌ، ولا هو كافرٌ (١):
فخالَفُوا أهلَ السُّنَّةِ الذين يقولونَ:«إنَّ مرتكِبَ الكبيرةِ معه أصلُ الإيمان؛ فهو مؤمِنٌ ناقصُ الإيمان»(٢).
وخالَفُوا الخوارجَ الذين يقولونَ:«مرتكِبُ الكبيرةِ كافِرٌ»(٣).
ثم يتفِقُ الخوارجُ والمعتزِلةُ على حُكْمِهِ في الآخِرة، وهو الخلودُ في النار (٤).
(١) ينظر: «مقالات الإسلاميين» (١/ ٢١٣)، و «مجموع الفتاوى» (٧/ ٢٥٧، و ٣٣١، و ٤٨٤). (٢) ينظر: «مجموع الفتاوى» (٧/ ٢٤١ - ٢٤٢، و ٣٥٣ - ٣٦٠، ٥٢٤ - ٥٢٥، ٦٧٩). (٣) ينظر: «مقالات الإسلاميين» (١/ ٨٤)، و «مجموع الفتاوى» (٧/ ٥٠١). (٤) ينظر: «مقالات الإسلاميين» (١/ ١٠٩)، و «مجموع الفتاوى» (٧/ ٢٢٢) و (١٢/ ٤٨٠).