قال: خطبنا رسول الله ﷺ، فقال:«أي شهر هذا؟»، قلنا: الله ورسوله أعلم، قال: فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه. قال:«أليس ذا الحجة؟». قلنا: بلى، قال:«فأي بلد هذا؟»، قلنا: الله ورسوله أعلم. فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه، قال:«أليس البلدة؟»، قلنا: بلى. قال:«فأي يوم هذا؟»، قلنا: الله ورسوله أعلم، فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه، قال:«أليس يوم النحر؟»، قلنا: بلى يا رسول الله، قال:«فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا … »(١).
ففي هذا الحديث شدة تحريم الأعراض، والسخرية استهزاء بها واحتقار لها.
٦ - ما رواه أحمد، وأبو داود، والترمذي، عن عائشة، ﵂، قالت: قلت للنبي ﷺ: حسبك من صفية كذا وكذا، تعني قصيرة، فقال: «لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته (٢)، قالت: وحكيت له إنسانا، فقال:«ما أحب أني حكيت إنسانا، وأن لي كذا وكذا»(٣).
(١) رواه البخاري في صحيحه، كتاب العلم، باب قول النبي رب مبلغ أوعى من سامع. انظر: الفتح (١/ ١٩٠)، ح (٦٧)، ومسلم في صحيحه (٣/ ١٣٠٧)، ح (١٦٧٩)، كتاب القسامة، باب تغليظ تحريم الدماء والأعراض والأموال. (٢) أي خالطته مخالطة يتغير بها طعمه، أو ريحه، لشدة نتنها وقبحها، قاله النووي في الأذكار ص (٣٠٠). وقال صاحب عون المعبود (١٣/ ٢٢١): (لمزجته: أي غلبته، وغيرته، وأفسدته). (٣) أخرجه أحمد في مسنده (٤٢/ ٣٦١)، ح (٢٥٥٦٠)، وأبو داود في سننه (٤/ ٢٦٩)، ح (٤٨٧٥)، كتاب الأدب، باب في الغيبة، والترمذي في سننه (٤/ ٦٦٠)، ح (٢٥٠٢)، كتاب صفة القيامة، باب (٥١)، وقال: هذا حديث حسن صحيح، وصححه الألباني أيضا في صحيح أبي داود (٣/ ٩٢٣)، ح (٤٠٨٠).