وقالوا بإمامته نصًّا ووصيةً، إما جليًّا وإما خفيًّا» (١).
* فرق الشيعة:
ذكر الأشعري في المقالات أن الشيعة ثلاثة أصناف: غالية، ورافضة، وزيدية (٢).
وهذه الأصناف الثلاثة متباينة في عقائدها ومقالاتها، بل كل صنفٍ منها يتفرع إلى فرقٍ.
والمقصود في هذا المقام: بيان عقيدة كل صنفٍ من هؤلاء في الصحابة على سبيل الإيجاز.
أولًا: عقيدة الغلاة:
وإنما سُموا غلاةً؛ لأنهم غلوا في علي ﵁، وقالوا فيه قولًا عظيمًا، ذكره الأشعري (٣).
وقد دخل في جملة هؤلاء فرقٌ كثيرةٌ وطوائفُ شتى، يجتمعون في اعتقادهم في الصحابة على عقيدةٍ باطلةٍ مركبةٍ من ضلالتين: الغلو في علي وأهل بيته ﵃ إلى درجة التأليه أو ادعاء نبوتهم، والقدح في أصحاب النبي ﷺ وأزواجه إلى حد التكفير، والمبالغة في لعنهم وسبهم وشتمهم.
ومن هؤلاء: السبئية: يزعمون أن عليًّا ﵁ لم يمت، وأنه يرجع إلى الدنيا