حاربوا عَبْد المؤمن فِي سنة ثمانٍ وأربعين، فتحزَّبوا عليه، وهم بنو هلال، وبنو الأثجّ، وبنو عَدِيّ وبنو رَبَاح، وغيرهم من القبائل، وقالوا: لو جاورنا عَبْد المؤمن أجلانا وتحالفوا عليه. فبذل لهم رُجار الفرنجيّ ملك صَقَلّية نجدة بخمسة آلاف مقاتل، فقالوا: لا نستعين إلّا بمسلم. وساروا فِي عددٍ عظيم، وسار جيش عَبْد المؤمن فِي ثلاثين ألفا، عليهم عبد الله بن عمر الهنتانيّ.
بني العمّ من عليا هلال ابن عامرٍ ... وما جَمَعْتَ من باسلٍ وابن باسِلِ
تعالَوْا فقد شُدَّتْ إلى [الغزْو نيَّة][٢] ... عواقِبُها منصورةٌ بالأوائِلِ
هِيَ الغزوةُ الغَرّاءُ والموعدُ الَّذِي ... تَنَجَّزَ من بعد المَدَى المتطاوِلِ
بها نفتحُ الدُّنيا بها نبلُغُ المُنَى ... بها نُنْصِفُ التّحقيقَ من كلّ باطل
[١] في (المعجب ٣٢٩) جعل هذا البيت بيتين: فما العزّ إلّا ظهر أجود سابح ... يفوت الصبا في شدّه المتواصل وأبيض مأثور كأنّ فرنده ... على الماء منسوج، وليس بسائل [٢] في الأصل بياض، والمستدرك من: المعجب، وسير أعلام النبلاء.