قال الإمام ابن القيم ﵀(١): (وقد اختلف في هذه الأشياء المسؤول عنها: هل هي أحكام قدرية أو أحكام شرعية؟ على قولين:
فقيل: إنها أحكام شرعية عفا الله عنها، أي: سكت عن تحريمها فيكون سؤالهم عنها سبب تحريمها، ولو لم يسألوا لكانت عفوًا، ومنه قوله ﷺ وقد سئل عن الحج أفي كل عام؟ فقال:«لو قلت نعم لوجبت، ذروني ما تركتكم، فإنما هلك من كان قبلكم بكثرة مسائلهم واختلافهم على أنبيائهم» (٢)؛ ويدل على هذا التأويل حديث أبي ثعلبة المذكور:«إن أعظم المسلمين في المسلمين جرمًا … » الحديث (٣)؟.
ومنه الحديث الآخر: «إن الله فرض فرائض فلا تضيعوها، وحد حدودًا فلا تعتدوها، وحرم أشياء فلا تنتهكوها، وسكت عن أشياء رحمة من غير نسيان فلا
(١) ينظر: إعلام الموقعين، ابن القيم (١/ ٥٧). (٢) أخرجه البخاري برقم (٧٢٨٨)، ومسلم برقم (١٣٣٧). (٣) هذا الحديث عن سعد بن أبي وقاص ﵁، أن النبي ﷺ قال: «إن أعظم المسلمين جرمًا، من سأل عن شيء لم يحرم، فحرم من أجل مسألته». أخرجه البخاري برقم (٧٢٨٩).