قال أبو عيسى: فهذا حديث حسن غريب صحيح من هذا الوجه) (١).
قلت: هذا الحديث أسانيده لا تخلو من كلامٍ؛ وأقواها طريق ابن المنكدر عن أبي هريرة، وهو لم يسمع منه.
وفيه علة أخرى، وهي الاختلاف على ابن المنكدر: فقد رواه ابن علية وعبد الوهاب الثقفي، كلاهما عن أيوب به موقوفًا (٢).
وخالفهم حماد بن زيد فرفعه (٣).
وهذا لعله من أيوب، وهو إمامٌ، ولكنه لورعه قد يوقف الحديث.
ويؤيد رواية حماد أن عبد الوارث (٤)، وروح بن القاسم (٥)، قد روياه عن ابن المنكدر مرفوعًا، والإسناد إليهما جيد، ويضاف إليهم معمر (٦)؛ فيكون الراجح في هذا الخبر الرفع، ولكن تبقى العلة الأولى، وهي الانقطاع.
وجاء من طريق آخر: أخرجه الترمذي (٧) وغيره من حديث عبد الله بن جعفر، عن عثمان بن محمد الأخنسي، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة.
(١) هكذا في ط. دار التأصيل (٢/ ١٤٤) والرسالة (٢/ ٣٢٢)، وفي "تحفة الأشراف" (١١/ ٧١٧): (حسن، صحيح، غريب من هذا الوجه)، وقال البغوي في "شرح السنة" (٦/ ٢٤٧): (قال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه). (٢) "السنن" للدارقطني (٢١٧٧)، ومن طريقه البيهقي (٨٢٠٦). (٣) "السنن" للدارقطني (٢١٧٨، ٢٤٤٥). (٤) أخرجه البيهقي في "السنن الكبرى" (٨٢٠٧). (٥) أخرجه الدارقطني في "السنن" (٢١٧٩) (٢٤٤٦)، ومن طريقه البيهقي (٨٢٠٧). (٦) أخرجه الترمذي في "العلل الكبير" (٢١٩)، والدارقطني في "السنن" (٢٤٤٧). (٧) "الجامع" (٧٠٦).