قلت: الإسناد الأول صحيحٌ، وأما الثاني فهو منقطعٌ ما بين الحسن وابن عباس، فهل تصحيح أبي عيسى للأول أم للثاني؟ كلاهما محتمل، وقد قال العراقي: (وأما قول الترمذي: حديث ابن عباس حديث حسن صحيح، فإنه لم يوضح مراده أيّ حديثيْ ابن عباس أراده، وقد فهم أصحابُ "الأطراف" أنه أراد تصحيح حديثه الأول، فذكروا كلامه هذا عقب حديثه الأول … ) (٢).
١١ - وقال أيضا في باب ما جاء في كراهية الحجامة للصائم: (حدثنا محمد بن رافع النيسابوري ومحمود بن غيلان ويحيى بن موسى، قالوا: حدثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن يحيى بن أبي كثير، عن إبراهيم ابن عبد الله بن قارظ، عن السائب بن يزيد، عن رافع بن خديج، عن النبي ﷺ قال:"أفطر الحاجم والمحجوم".
وفي الباب عن سعد، وعلي، وشداد بن أوس، وثوبان، وأسامة بن زيد، وعائشة، ومعقل بن يسار، -ويقال: معقل بن سنان-، وأبي هريرة، وابن عباس، وأبي موسى، وبلال.
قال أبو عيسى: حديث رافع بن خديج حديث حسن صحيح (٣).
(١) (٢/ ١٢٠). (٢) ينظر: "عمدة القاري" للعيني (١١/ ١١٧)، و"تحفة الأحوذي" (٣/ ٣٨٣). (٣) وكذا في ط. الرسالة (٢/ ٢٩٧)، وبشار وشاكر (٧٧٤)، و"تحفة الأحوذي" (٣/ ٤٠٥)، وكذا في الطبعة الحجرية، والنسخة التي في أعلاها، و"نصب الراية" (٢/ ٤٧٣): (حسنٌ صحيحٌ). وفي "مختصر الأحكام" للطوسي (٣/ ٤٣٧)، و"تحفة الأشراف" للمزي (٣/ ٧٢)، و"تنقيح التحقيق" لابن عبد الهادي (٣/ ٢٥١) فيما نقله عن ابن الجوزي: (حسنٌ). قلت: والأقرب ما جاء في "تحفة الأشراف" وغيرها من المصادر، وذلك؛ =