للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتَعَالَى: {قُلْ لا أَجِدُ فِيمَا أُوحِيَ إلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إلاَّ أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ} ١ فَإِنَّهُ يَتَنَاوَلُ خِنْزِيرَ الْبَحْرِ فَيَتَعَارَضُ عُمُومُ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ فِي خِنْزِيرِ الْبَحْرِ، فَقَدَّمَ بَعْضُهُمْ الْكِتَابَ فَحَرَّمَهُ، وَقَالَ بِهِ٢ مِنْ أَصْحَابِنَا: أَبُو عَلِيٍّ النَّجَّادُ٣، وَبَعْضُهُمْ: السُّنَّةَ فَأَحَلَّهُ، وَهُوَ ظَاهِرُ كَلامِ أَحْمَدَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ، وَعَلَيْهِ جَمَاهِيرُ أَصْحَابِهِ٤.

"وَ" يُرَجِّحُ أَحَدُ الدَّلِيلَيْنِ "بِعَمَلٍ٥" أَيْ: بِمُوَافَقَةِ عَمَلِ "أَهْلِ الْمَدِينَةِ" وَإِنْ لَمْ يَكُنْ حُجَّةً، لَكِنَّهُ يَقْوَى بِهِ عِنْدَ أَحْمَدَ وَأَبِي الْخَطَّابِ وَالشَّافِعِيَّةِ٦.


١ الآية ١٤٥ من الأنعام.
٢ في ب ع ز: وقاله.
٣ في ش ض: ابن النجاد.
وأبو علي النجاد هو الحسين بن عبد الله، أخذ العلم عن شيوخ المذهب الحنبلي كأبي الحسن بن بشار، وأبي محمد البربهاري، وصحب جماعة من الحنابلة، وجاء في "طبقات الحنابلة": "كان فقيها معظماً، إماماً في أصول الدين وفروعه" توفي سنة ٣٦٠ هـ.
انظر ترجمته في "طبقات الحنابلة ٢/١٤٠، المنهج لأحمد ٢/٥٥، شذرات الذهب ٣/٣٦".
٤ تقدمت هذه المسألة ص ٤٢٦، ٤٢٧.
٥ في ش: عمل.
٦ انظر: مختصر البعلي ص ١٧١، المسودة ص ٣١٣، مجموع الفتاوى ١٩/٢٦٩، ابن الحاجب والعضد عليه ٢/٣١٦، جمع الجوامع ٢/٣٧٠، المنخول ص ٣٤١، نهاية السول ٣/٢١٩، الإحكام للآمدي ٤/٢٦٤، المستصفى ٢/٣٩٦، فواتح الرحموت ٢/٢٠٦، إرشاد الفحول ص ٢٨٠، المنهاج في ترتيب الحجاج ص ٢٦٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>