وعن عدى بن حاتم أن رجلًا خطب عند النبي ﷺ فقال: من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعصهما فقد غوى، فقال رسول الله ﷺ:"بئس الخطيب أنت قل ومن يعص الله ورسوله"(١).
وقال له رجل: ما شاء الله وشئت. فقال:"أجعلتني لله ندا؟ "(٢).
وقال له رجل قد أذنب: الله إني أتوب إليك ولا أتوب إلى محمد. فقال:"عرف الحق لأهله"(٣).
وقد قال الله له: ﴿لَيْسَ لَكَ مِنَ الأمْرِ شَيْءٌ﴾ [آل عمران: ١٢٨].
وقال: ﴿قُلْ لا أمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرًّا ولا نَفْعًا إلَّا ما شاءَ اللَّهُ﴾ [يونس: ٤٩].
وقال: ﴿قُلْ إنِّي لا أمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا ولا رَشَدًا واتْلُ ما أُوحِيَ إلَيْكَ مِنْ كِتابِ رَبِّكَ لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ ولَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا﴾ [الجن] أي لن أجد من دونه من ألتجئ إليه وأعتمد عليه. وقال لابنته فاطمة وعمه العباس وعمته صفية (٤): "لا أملك لكم من الله شيئا"(٥) وفي لفظ:
(١) أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الجمعة، باب تخفيف الصلاة والخطبة (٣/ ١٢ - ١٣). (٢) أخرجه الإمام أحمد (١/ ٢١٤، ٢٢٤، ٢٨٣، ٣٤٧)، وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة ص ٥٤٥ (ح ٩٨٧). (٣) أخرجه الإمام أحمد في المسند (٣/ ٤٣٥). (٤) صفية بنت عبد المطلب بن هاشم القرشية الهاشمية عمة رسول الله ﷺ، والدة الزبير بن العوام، وهي شقيقة حمزة، أسلمت وهاجرت مع ولدها الزبير وروت وعاشت إلى خلافة عمر. الإصابة (٤/ ٣٣٩ - ٣٤٠). (٥) أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب المناقب، باب من انتسب لآبائه في الإسلام والجاهلية. برقم (٣٥٢٧)، وأخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الإيمان، باب في قوله تعالى ﴿وأنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأقْرَبِينَ﴾ برقم (٢٠٤).